الحمد لله.
قال ابن قدامة رحمه الله : "ويجعل [الميت] على سرير أو
لوح حتى لا تصيبه نداوة الأرض فتغيره ، ويترك على بطنه حديدة لئلا ينتفخ بطنه"
انتهى .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "هذا فيه نظر ؛ لأن الحديدة لا تمنع الورم
والانتفاخ فالانتفاخ لابد أن ينتفخ حتى لو كان عليه حديدة ، وإن وضع حديدة ثقيلة
جداً فليس بمناسب.." انتهى من "شرح الكافي" .
وقال رحمه الله أيضاً :
واستدلوا على هذا : بأثر فيه نظر ، وبنظر فيه عِلة .
أما الأثر : فذكروا عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : (ضعوا على بطنه شيئاً من
حديد) ، وهذا الأثر فيه نظر ، ولا أظنه يثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، والذي
يظهر من حال الصحابة أنهم لا يفعلون ذلك .
وأما النظر الذي فيه عِلة فإنهم قالوا : لئلا ينتفخ البطن ، إذا وضع عليه حديدة أو
نحوها من الأشياء الثقيلة .
ولكن هل هذا يمنع الانتفاخ؟ لا أظنه يمنع ؛ لأن
الانتفاخ إذا حصل لا يغني وضع الحديدة شيئاً إلا إن كان سيوضع عليه حديدة وزن الجبل
فهذا شيء ثان ، أما إذا كانت حديدة مألوفة فإنه إذا انتفخ فإنها سوف ترتفع ، ثم إن
الزمن ليس طويلاً ؛ لأن السنة هي الإِسراع بتجهيز الميت ، وفي عصرنا الآن نستغني عن
هذا ، وهو أن يوضع في ثلاجة إذا احتيج إلى تأخير دفنه ، وإذا وضع في الثلاجة فإنه
لا ينتفخ ، لأنه يبقى بارداً فلا يحصل الانتفاخ في بطنه" انتهى من "الشرح
الممتع"(5/120) .
وقال أيضاً : "وأما وضع حديدة على بطن الميت فليس من السنة" انتهى من "مجموع
الفتاوى" (17/75) .