الحمد لله.
فالخلاصة أن الحديث ضعيف جدا ولا يصح ، بسبب تفرد
رشدين بن سعد به ، ولذلك لم يقبله العلماء .
فقال الترمذي :
" غريب " انتهى. وهي عبارة تعني ضعف الحديث عنده .
وقال البيهقي :
" يروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار , ولعله أشبه " انتهى.
بل لما ساق الحافظ ابن كثير مجموعة من الأحاديث التي فيها ذكر الرايات السود ، قال
:
" هذا كله تفريع على صحة هذه الأحاديث ، وإلا فلا يخلو سند منها عن كلام " انتهى من
" البداية والنهاية " (6/248)
وضعف الحديث الحافظ ابن حجر في " القول المسدد " (42)، والشيخ الألباني في "
السلسلة الضعيفة " (رقم/4825)، والشيخ أحمد شاكر في تحقيقه " مسند أحمد " (16/316)
وقال محققو مسند أحمد طبعة مؤسسة الرسالة :
" إسناده ضعيف جدا " انتهى.
بل قالوا أيضا :
" ولا يصح في هذا الباب شيء ، وكل ما فيه أخبار ضعيفة موقوفة " انتهى.
وكذلك قال فضيلة الشيخ الدكتور حاتم الشريف :
" لم يصح في الرايات السود حديث مرفوع ، ولا حديث موقوف على الصحابة رضي الله عنهم
" انتهى من دراسة حديثية نشرت أول مرة في موقع " الإسلام اليوم "، ثم نشرت في "
ملتقى أهل الحديث ".
ومن أراد التوسع في تخريج الأحاديث الواردة في هذا الموضوع فليرجع إلى تلك الدراسة
.
وعلى كل حال فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله – على
فرض تصحيح الحديث -:
" هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني
أمية في سنة ثنتين وثلاثين ومائة ، بل هي رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي " انتهى
من " البداية والنهاية " (19/62) طبعة هجر .
وللعلم أيضا فإن " خراسان " بلاد واسعة تشكل الشمال الشرقي في إيران ، وتمتد بين جرجان وطبرستان من جهة ، وبين ما وراء النهر من جهة أخرى ، وكان يتبعها من الناحية السياسية بلاد ما وراء النهر وسجستان ( أفغانستان الحالية )، والإقليم الذي يعرف الآن باسم خراسان يضم أقل من نصف خراسان القديمة ، أما بقية الإقليم فتابع لأفغانستان " انتهى من " تعريف بالأعلام الواردة في البداية والنهاية لابن كثير " (1/471 ترقيم الشاملة)
والله أعلم