الحمد لله.
وقد ساءنا الحال الذي تذكره عن والدك ،
وخاصة أنه من المصلين ومن الناصحين بالخير ، ولذا فإننا نوصيك بأشياء نرجو أن يكون
فيها نفع وإصلاح :
1. أن تتوقف عن تتبع رسائله والتجسس على مراسلاته وكتاباته ؛ لأن ذلك من التجسس
المذموم ، وفيه النظر إلى ما يحرم عليك النظر إليه من صورة لرجل أو لعورة ، وقد
يسبِّب لك ذلك النظر المحرَّم فتنة في دينك ، فلا يأمن مَن كان حاله مثلك أن يطلع
على صور لرجال أو عورات تؤدي إلى الوقوع في الفتنة وفساد الأخلاق ، ويكفيكِ معرفة
وقوعه في الإثم في علاقات محرمة مع نساء مراسلةً أو مواجهةً ، فليس هناك داعٍ لتتبع
المزيد لما فيه من حرمة وأثر سيئ ، من غير مصلحة ترجى من وراء ذلك .
2. ابحث عن أسباب وقوع والدك في ذلك الحرام من العلاقات مع النساء ، فقد تكون
والدتك هي السبب فتكون هي العلاج ! فكثير من مثل حالة والدك لا يجد الرجل من زوجته
ما يشبع رغبته الجنسية ولا يجد من طيب الكلام وحلو المعاملة ما يغنيه عن العلاقات
المحرمة مع غيرها من النساء ، وبالطبع ليس هو معذوراً في إنشاء تلك العلاقات
المحرمة ، خاصة أن الرجل مقيم على ذلك منذ زمن ، ومتعدد التجارب المشينة ؛ وإنما
نحن في صدد البحث عن علاج لتلك المصيبة ، بكل سبيل يمكننا ، فإن كان الأمر كذلك ،
فانصح والدتك بأن تعاشره بالمعروف ، وأن تغنيه بنفسها عن غيرها من النساء .
3. بالإمكان أن تجربوا معه النصح غير المباشر ، كأن يطلب أحد منكم منه النصح
والتوجيه كتابةً أو مشافهة في قضية مطروحة في " المدرسة " أو على " مواقع الإنترنت
" أو في المجتمع الذي تعيشون به ، وتختلطون معه ، حول مشكلة مثل مشكلتكم معه ؛ كيف
يتصرف الأبناء مع أب في مثل حال أبيكم ؟ وما هي الآثام التي ستلحق بذلك الأب ؟ وما
هي آثار أفعاله السيئة على أسرته ؟ " .
ونرجو أن تكون هذه الحيلة نافعة في إصلاح حاله فقد تكون الضربة التي تقع موقعها
ليصحو من غفلته ويرعوي عن غيِّه ومعصيته بها .
4. فإذا لم تنفع تلك الطريقة ليصحو من سكرته ويستفيق من غفلته : فنرى أن تكون
مواجهة صريحة معه ، لا يكون فيها تلميح بل تصريح ، ولا يكون فيها مجاملة بل مواجهة
، وليكن هذا مغلفاً بغلاف المحبة والنصح والخوف عليه من عذاب الله وتعرضه لسخط
ربِّه تعالى عليه والخوف من سوء خاتمة تُلحق به العذاب وتُلحق بأسرته الخزي والعار
.
ونرجو أن يكون هذا نافعاً له يكف به عن الوقوع في الحرام من العلاقات مع النساء ،
ويساهم في إصلاح نفسه ونصح أسرته .
5. فإن لم يُجد كل ما ذكرناه فابحثوا عن آخر وآخر من الرجال القريبين من عقله أو
قلبه أو منهجه ليكونوا له من الناصحين والمذكِّرين بعواقب فعله في الدنيا والآخرة ،
ولا تيأسوا من ذلك .
6. ولن نقول إن آخر شيء تفعله له هو الدعاء له بالهداية الصلاح ، بل هو أول ما
ينبغي لك أن تفعله ، ولكننا نقول لك إن لم يُجد مع والدك كل ما ذكرناه فاستمروا في
الدعاء له بأن يصلح الله حاله ويغير سلوكه ويهديه إلى سواء السبيل ، مع تحري
الأوقات الفاضلة كالثلث الأخير من الليل ، وتحري الأفعال مظنة الاستجابة كالسجود في
الصلاة .
07 فإن لم يجد كل ما سبق مع والدكم ، ورأيتم أنه مصر على تلك الفاحشة ، فليس
للوالدة أن تبقى على العيش مع مثل هذا ، بل تسعى للانفصال عنه ، إما بطلاق ، وإما
بخلع ؛ ولعله إن رأى ذلك أن يهتم لأمر بيته الذي يهدم وأن يقلع عما هو فيه ؛ فإن لم
يقلع ولم يتغير ، فهذا أدعى لفراق والدتكم إياه ؛ وأما أنتم فواصلوه ، وأحسنوا إليه
بما استطعتم .
وينظر جواب السؤال رقم (110141)
.
ونسأل الله أن يهدي والدك لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يجعل ذلك
عاجلاً لا آجلاً .
والله أعلم