مدى الحرية التي يمنحها الوالدان لابنتهما

10-06-2012

السؤال 175634


كيف أخبر أبويّ أن يعطياني مساحة أكبر من الحرية ، فأنا فتاة في سن المراهقة أعيش في أستراليا؟

الجواب

الحمد لله.


نحن لا ندري أيتها الأخت الكريمة ما مدى المساحة التي يعطيك إياها والديك، وما هي الحرية التي تطلبينها ، لأن مفهوم الحرية أصبح مفهوما فضفاضا غير واضح .
وعلى أية حال ، فلتعلمي - بارك الله فيك - أنَّ الحرية ينبغي أن تكون في حدود ما شرعَه الله تعالى لعباده ، فليس هناك حرية فيما يخالف شرع الله ، ولا لك أن تطلبي ذلك منهما ؛ بل هما مأموران بأن يؤدباك ، ويربياك على التزام شرع الله جل جلاله ، وعدم تعدي حدوده .
ثم هما كذلك مطالبان برعايتك ، وتأديبك بمكارم الأخلاق ، وصالح الأعمال ؛ يدخل في ذلك كله : اعتقادك الصحيح ، وحمايتك من العقائد والأفكار الباطلة الهدامة ، ويدخل فيه عبادتك لربك ، وأداء فرائضه ، واجتناب محارمه ، ويدخل فيه أيضا الأخلاق والآداب العامة ، فيما يتعلق بملبسك ، وهديك ، واختيار أصدقائك ورفقتك ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) متفق عليه .
إننا نعلم صعوبة ذلك كله في المجتمع الذي تعيشين فيه ، والذي يكفل لأفراده الحرية المطلقة من كل قيد ، وفي كل شيء ؛ لكن مرضاة الله ، والصبر على أوامره ، هو واجب المسلم على كل حال ، في نشاطه وكسله ، في عسره ويسره ، فيما أحب ووافق هواه ، وفيما كره وخالف هواه .

فينبغي أن تجاهدي نفسَكِ وتبذلي جهدَكِ في عدم الخروج عن حدود الشَّرع قدر جهدك ، ولكِ الأجر العظيم عند الله تعالى ، فالصبر الصبر ، فما يعقب طاعة الله تعالى من اللَّذة سينسيكِ آلام المشقَّة إن شاء الله تعالى .

واعلمي - وفقك الله - أنَّ والديك مسئولان عنك يومَ القيامة ، ولهما عليكِ حقوق كثيرة ، أهمها: الطاعة في المعروف ، وبرّهما، وعدم الخروج عن طاعتهما ما دامَ كلُّ ذلك في حدود الشَّرع الحنيف.
أما كيف تخبرين أبويكِ بإعطائك مساحة أكبر من الحرية - في حدود الشَّرع - ؛ فإنَّ ذلك يكون بالحُجَّة الواضحة ، والمناقشة الهادئة ، والقول الليِّن ، وضرب الأمثلة على مواقفكِ السليمة الصحيحة ، وبإثبات ذلك عملاً وواقعًا.
ونسأل الله لنا ولك ولوالديكِ أن يهدينا سبيل الرشاد.
للاستزادة: جواب سؤال رقم (5053) ، (93519) .
والله تعالى أعلم .

الآداب مشكلات اجتماعية
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب