الحمد لله.
وللاستزادة في موانع استجابة الدعاء ينظر جواب سؤال رقم (13506) ، (5113) .
ولا يظهر أن شرب الدخان داخل في جملة هذا الحديث ، وإنما الذي يظهر أن المراد به أكل أموال الناس بالباطل ، كالسرقة والرشوة وأكل الربا ، ونحو ذلك من وجوه أكل أموال الناس بالباطل .
وأما الذي يخشى على شارب
الدخان منه ، فهو أن يحرم إجابة الدعاء بشؤم إصراره على هذه المعصية ؛ فقد قال
تعالى: ( إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) سورة المائدة/27 .
قال ابن رجب رحمه الله : " ولهذا كانت هذه الآية يشتدُّ منها خوفُ السَّلف على
نفوسهم ، فخافوا أنْ لا يكونوا من المتَّقين الذين يُتقبل منهم .
وسُئل أحمد عن معنى "المتقين" فيها، فقال: يتقي الأشياء ، فلا يقع فيما لا يَحِلُّ
له " .
انتهى من " جامع العلوم والحكم " (12/10) وفيه جملة مفيدة من الأحاديث الدالة على
تحريم الأكل من الكسب الحرام وعقوبة ذلك .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " قد يمنع الإنسان الإجابة لأسباب عديدة ؛ إما لأنه
أصر على معاص ، أو لأنه يستعمل الكسب الحرام ، أو لأنه يدعو بقلب غافل معرض ، أو
بسبب ذنوبه وإعماله السيئة ، بإصراره على المعاصي ، بأكله الحرام ، بغفلته عن الله
... إلى غير ذلك، الأسباب كثيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله " .
انتهى من " مجموع الفتاوى" (26/296) بتصرف واختصار.
وقال رحمه الله أيضاً: " قد
جاء في بعض الأحاديث أن إهمال هذا الواجب وعدم العناية به - أعني واجب الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر - من أسباب رد الدعاء وعدم النصر كما تقدم
ولا شك أن هذه مصيبة عظيمة, من عقوبات ترك هذا الواجب أن يخذل المسلمون وأن يتفرقوا
وأن يسلط عليهم أعداؤهم , وأن لا يستجاب دعاؤهم , ولا حول ولا قوة إلا بالله" .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (27/399) .
والحديث الذي أشار إليه الشيخ رحمه رواه الترمذي (2169) عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ
الْيَمَانِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ
أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ
تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ ) .
وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " (7070) .
والله أعلم .