الحمد لله.
أولاً:
لا حرج على من اشترى كنيسة فحوَّلها لمسجد لتصير بيتاً من بيوت الله يقام فيه
التوحيد ويكون مكاناً لصلاة المسلمين كما بينَّاه في جواب السؤال رقم (
2194 ) .
يُشترط لذلك : أن تُطمس صورها وتماثيلها وأصنامها ، وأن تزال صلبانها ، وشعارات
الكفر منها ، وأما شكل البناء الخارجي فلا بأس من إبقائه على ما هو عليه وخاصة أنكم
لا تملكون تغييره .
وانظر جواب السؤال رقم ( 163468 ) .
ثانياً:
لا يمتنع أن تتعرض المساجد لما تتعرض له البيوت المبنية من غرق وحرق وهدم ، بل حتى
الكعبة المشرفة قد تعرضت لهذه الأمور فحصل لها القصف بالمنجنيق والحرق والهدم
والغرق ، وقد تعرض – كذلك - المسجد النبوي والمسجد الأقصى للاحتراق ، فيجب النظر في
الأسباب التي دعت لحصول هذه الأمور في بيوت الله عز وجل من حيث مدى قوة أساس البناء
، والالتزام بكميات المواد المستعملة في التشطيب ، ومن حيث النظر في الأشغال
الكهربائية ، وغير ذلك مما يعرفه المختصون مما قد يسبِّب انهياراً للمبنى أو تهدماً
لأحد جوانبه أو اشتعال الكهرباء فيه .
وما ذكرتَه من أفعال يقوم بها بعض المصلين من مخالفات للشرع ، لا تقتضي بالضرورة أن
يكون احتراق المسجد أو تهدمه من آثارها ، وليس لما يفعله أولئك فيها علاقة ظاهرة
باحتراقه ؛ فها هي الكعبة المشرفة كان يُذكر فيها اسم الله ، ويطاف حولها ، ويعظم
فيها التوحيد ، وليس فيها شيء من هذه البدع ؛ ولم يمنع ذلك من تعرضها لما تعرضت له
من حوادث .
هذا مع أنه ليس كل ما ذكرتَه هو من المخالفات والمعاصي .
وأما المخالفون للشرع من المصلين فيه ، فهم آثمون على معاصيهم
تلك ، ومستحقون للجزاء عليها ، فعليكم نصحهم وتذكيرهم بما أوجب الله عليهم من
الالتزام بدينه والاستقامة على شريعته.
والله أعلم