مسافر وزوجته ترفض أن يراها عبر الإنترنت فهل له إرغامها ؟
أنا مسافر إلى مكان بعيد عن زوجتي وتفصلني مسافات بعيدة عنها، وطلبت منها أن أكلمها عبر الإنترنت ، وأن أراها بالفيديو ، ولكنها رفضت ذلك، فهل ليّ أن أرغمها على ذلك؟ وهل هذا حق من حقوقي؟
الجواب
الحمد لله.
يلزم الزوجة طاعة زوجها في المعروف ، ومن ذلك إذا أمرها بأمر مباح فيه مصلحة له ولا
يضرها ، كإجابة اتصاله الهاتفي ، وعبر الإنترنت ، بل هذا فوق المباح بدرجات ، فإن
من حق الزوج أن يطمئن على أهله ، وأن يعرف أخبارهم ، وأن يأنس برؤيتهم ، وينبغي أن
تكون الزوجة على مثل حرصه أو أشد ، لكن لعل امتناعها عن المكالمات المرئية لخشيتها
من التجسس والتطفل على هذه المكالمات ، فلا تأمن الاطلاع عليها ، والتقاط صورها .
فإن كنت واثقا من سلامة هذه الاتصالات فينبغي أن تبين لها ذلك ، فإن ظلت على تخوفها
، فالذي يظهر أنه يلزمها إجابتك وتكون بحجابها ، وتظهر ما تظهره أمام عامة الناس ،
ولا يلزمها أكثر من ذلك .
وقد سبق أن بينا جواز أن يستمتع الرجل بزوجته عبر الإنترنت مع الاحتياط لعدم اطلاع
أحد أو تجسسه عليه . وينظر : (108872)
.
وسبق أن الأحوط ترك ذلك ؛ لأنه قد يهيج شهوة الإنسان فيدعوه إلى اقتراف المحرم من
استمناء وغيره ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( والمعاصي حمى الله من يرتع حول
الحمى يوشك أن يواقعه ) رواه البخاري (1946) . وينظر : سؤال رقم (90099)
.
وينبغي أن تبني علاقتك بزوجتك على الإقناع والتفاهم ، لا على الأمر والنهي ، لا
سيما فيما يتصل بالأمور العاطفية ، وقد تكون هي أكثر رغبة منك في هذا الاتصال ، لكن
يمنعها حياؤها وخوفها على عرضها ، وهذا ما يجعلها جديرة باحترامك وتقديرك .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .