الحمد لله.
وقد ثبتت عناية النبي صلى
الله عليه وسلم بتعليم أصحابه صيغة التشهد التوقيفية ، ومراعاتهم للفظها . روى
البخاري (5794) ومسلم (609) عن ابْن مَسْعُودٍ قال : ( عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ كَمَا
يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ ) .
ثانيا :
الخطأ عن غير قصد في تلاوة القرآن أو الأذكار أو التشهد في الصلاة إن كان لا يحيل
المعنى ولا يغيره : لم تبطل به الصلاة ، وعلى المصلى تدارك ذلك فيما بعد بتصويبه .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله عَمَّا إذَا نَصَبَ الْمَخْفُوضَ فِي صَلَاتِهِ ؟
فَأَجَابَ : " إنْ كَانَ عَالِمًا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ ؛ لِأَنَّهُ مُتَلَاعِبٌ فِي
صَلَاتِهِ ، وَإِنْ كَانَ جَاهِلًا لَمْ تَبْطُلْ عَلَى أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (22 /444) وينظر : "المجموع" للنووي رحمه الله (3/441) .
الخطأ الذي ذكرته لا يغير
معنى التشهد ، ولا يخل بمضمونها ؛ بل هو نفس المعنى ، الذي تدل عليه الصيغة الواردة
، لكن سقط حرف ( أن ) الذي يدل على أن الجملة التي بعدها ( لا إله إلا الله ) هي
مضمون الشهادة المذكورة من قبل ( أشهد ) وهي التي تسمى في اللغة : ( أن ) التفسيرية
.
والحاصل : أنه لا يضرك ما فات ، مما أخطأت فيه هذا الخطأ اليسير الذي لا يغير
المعنى ، ولا تشغل نفسك بوساوس تصحيح الصلاة فيما سبق ؛ وإنما اجتهد في تعلم السنة
، وتصحيح صلاتك وعبادتك فيما يأتي .
راجع إجابة السؤال رقم (163518)
.
والله أعلم