الحمد لله.
أولاً:
لا شك أن من كتب ذلك النص القبيح قد وقع في معصية كبيرة ، حتى إنه ليُخشى عليه
الخروج من الإسلام ؛ وذلك لوقوعه في الاستهزاء بدين الله تعالى وكتابه الكريم ،
واستهزائه بأهل العلم المحدِّثين الذين حفظ الله تعالى بهم دينه وسنَّة نبيِّه صلى
الله عليه وسلم ، واستهزائه بالعلم الشريف علم الحديث .
ومن شروط المزاح أن لا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين ؛ لأن ذلك من نواقض
الإسلام ، كما في قوله تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا
كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ
تَسْتَهْزِؤُونَ . لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن
نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ
مُجْرِمِينَ ) التوبة/ 65 ، 66 .
ومن أقبح ما جاء في ذلك النص قوله " ذلكم أوفر لكم إن كنتم مفلسين " وهذا استهزاء
بيِّن بكتاب الله تعالى وآياته الكريمة ، والاستهزاء بالقرآن ردَّة عن الدِّين .
وانظر في ذلك جواب السؤال رقم (
22170 ) .
ثانياً:
إذا حصلت الفائدة من التحذير من مثل هذه الرسائل بمجرد الإشارة إليها ، دون ذكر
نصها ، وفهم القارئ والمستقبل لرسالتك : ما هو الكلام الذي تريد التحذير منه ، فلا
فائدة من إعادة نشر مثل هذه الرسائل القبيحة ، وينبغي أن نضرب صفحا عنها ، لئلا
يعتادها الناس .
وأما إذا غلب على الظن أن
مستلم الرسالة لن يفهم المراد منها تحديدا ، إلا بنقل هذا النص ، عند بيان ما فيه
من الضلال والانحراف ، فلا بأس بنقلها ، على أن يكون التحذير منها مذكورا معها ، في
نفس الرسالة .
وينظر جواب السؤال رقم (
135716 ) .
ونحن ندعو من كتب ذلك النص ،
ومن أعاد نشره ، ورضي به : أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً ، وعسى الله أن
يكفِّر عنهم ذنبهم هذا .
والله أعلم