الحمد لله.
أولا:
لا يجوز للرجل أن يقيم علاقة مع امرأة أجنبية ، يتصادقان ويخرجان ويدخلان ، لما في
ذلك من الوقوع فيما حرم الله من النظر أو اللمس أو الخلوة أو الخضوع بالقول ، ولا
تخلو هذه العلاقات من شيء من ذلك .
ولمزيد من التفصيل ينظر جواب رقم (44819).
ثانيًا:
الزواج هو " كلمة الله " وهو " الميثاق الغليظ " ، فلا يجوز الاستهانة به ، وجعله
مجالاً للعبث ، فإن هذه العقود تُبرم في دول الكفر لا لأجل العفاف والستر وإنشاء
أسرة ، بل تبرم لغايات الإقامة والجنسية وما شابه ذلك !
وليُعلم أن هذه العقود " الصُّورية " أو " الشكلية " إذا تمَّت وفق الشرع فإنه
تترتب عليها آثارها الشرعية ، من المهر ، والعدَّة ، وغير ذلك ، وأما إذا لم تتم
وفق الأحكام الشروط الشرعية : فإنه لا تترتب عليها آثارها الشرعية ، مع وجود الإثم
.
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة :
" نحن شباب مسلم - والحمد لله - ، من مصر ، ولكننا نقيم في هولندا ، ونسأل عن حكم
الإسلام في بعض الشباب المسلم الذي يلجأ للزواج من الأوربية ، أو بعض النسوة
الأجنبيات اللاتي معهن أوراق الإقامة ، وذلك للحصول على الإقامة في هولندا ، مع
العلم أن هذا الزواج صوري ، أي : حبر على ورق - كما يقولون – أي : أنه لا يعيش
معها، ولا يعاشرها كزوجة ، هو فقط يذهب معها إلى مبنى الحكومة ، ومعه شاهدان ، ويتم
توثيق العقد ، وبعد ذلك كل ينصرف لطريقه ؟ .
فأجابوا :
عقد النكاح من العقود التي أكد الله عِظم شأنها ، وسمَّاه " ميثاقاً غليظاً " ، فلا
يجوز إبرام عقد النكاح على غير الحقيقة من أجل الحصول على الإقامة " .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ
عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ بكر أبو زيد .
انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 18 / 98 ، 99 ) .
وفي جواب السؤال رقم : (
2886 ) فتوى أخرى بالتحريم والمنع ، فلتنظر .
والمخرج لك من ذلك : إن كنت لا بد فاعلا ، أن تبحث عن فتاة مسلمة صالحة ، ويستحب
أن تكون من نفس بلادك الأصلية ، وتكون متجنسة بنفس الجنسية التي تريدها ، تتزوجها
زواج رغبة ، وفق ما شرع الله لعباده ، ثم تقضي بذلك شأنك ، وتعف نفسك .
والله أعلم .