قال لها في الغضب الشديد أنت طالق طلاقا دائما
زوجي يعاني من عدم التحكم بغضبه، حتى أنه الآن بدأ يحضر دروساً في كيفية إدارة الغضب. ومع هذا فما زال يظن انه لا يعاني من هذه المشكلة وأنه ما حضر هذه الدروس إلا تنزلاً لرغباتي لأني أنا من يعايشه وأرى منه ما لا يرى هو من نفسه..
غالب مشاكلنا حول قضايا حدثت في الماضي، وكلما فتحنا هذه القضايا او بعضاً منها ثارت ثائرته حتى إنه في إحدى المرات طلقني طلقة واحدة. وبعدها بدأنا بالشجار ما إذا كان قد أخبر عائلتي بما حدث أم لا.
إنني أحاول تجنب إغضابه لاني أعلم أنه إن غضب فإنه يخرج عن طوره فلا يستطيع التحكم بما يقول.. إنه يجرح كل من حوله بلا شعور.
وفي إحدى الليالي كانت الأمور على ما يرام فذكرت، دون أن أشعر، قضية من تلك القضايا التي تثير حفيظته فغضب غضباً شديداً وقال: أنت طالق طلاقاً دائماً! لقد كان غاضباً لدرجة أني رأيت فيه شخصاً آخر غير الذي أعرف، ورغم محاولاتي في تهدئته إلا أني لم أستطع وكانت الامور تسير في مسار عكسي.
ثم بعد ذلك بقليل قام فأرسل رسالة نصية الى أسرتي يخبرهم بما حدث، وأذاع بعض الأسرار التي كانت بيني وبينه. ثم في اليوم التالي كان كلانا مصدوم مما حدث، لأنه بطلاقه ذاك بلغ حد الثلاث وجاوز... فقد قال ".. طلاقاً دائماً".
إننا نحب بعضنا كثيراً وقد بحثنا عن الفتاوى المتعلقة بهذا الموضوع، فوجدنا ما يبعث على الأمل وأن تلك الطلقة لا تُعتبر إلا طلقة واحدة طالما أنها كانت ساعة غضب مطبق. لقد ندمنا كثيراً على حصل وسنسعى دائماً الى تجنب كل ما يثير المشاكل التي قد تفضي الى هذه النهايات.
فما رأيكم في هذه المسألة؟ ارجو الشرح والتوضيح.
الجواب
الحمد لله.
إذا كان زوجك قد تلفظ بالطلاق في حال الغضب الشديد الذي استولى عليه ، ومنعه من
التروي والتدبر ، ولولا الغضب ما طلق ، فإن الطلاق لا يقع على الراجح .
وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال رقم (45174)
.
وأما الطلاق الثلاث ، أو من قال : أنت طالق طلاقا دئما ، ونحو ذلك ، فيقع طلقة
واحدة على الراجح أيضا ، فإن كان في الغضب الشديد ، لم يقع منه شيء .
وعلى زوجك أن يستمر في علاج غضبه ، وأن يفطم نفسه عن التلفظ بالطلاق في جميع
الأحوال .
وينبغي أن تتجنبي ما يثير غضبه ، وينغص الحياة بينكما .
والله أعلم .