حكم زراعة شعر اللحية
ما حكم زراعة شعر باللحية إذا كان بها نقص ؟
الجواب
الحمد لله.
لا يجوز زرع شعر اللحية إلا أن يكون ذلك من باب العلاج وإزالة العيب ، كأن تزول أو
تتشوه بمرض أو حرق مثلا ؛ لأن زراعتها لغير ذلك من تغيير خلق الله .
وقد دل على جواز التجميل لإزالة العيب الطارئ : ما روى أبو داود (4232) والترمذي
(1770) والنسائي (5161) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ : " أَنَّ جَدَّهُ
عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فَاتَّخَذَ أَنْفًا
مِنْ وَرِقٍ [ أي فضة] فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ " . والحديث حسنه الألباني في "
صحيح أبي داود " .
قال الدكتور صالح بن محمد الفوزان حفظه الله : " يظهر لي أن للّحية حالتين :
الحالة الأولى : أن تكون ضعيفة في نموها خِلْقةً ، وفي هذه الحالة لا يجوز تكثيرها
بزراعة الشعر لما يلي :
1- أن المراد بالإعفاء المأمور به : ترك اللحية وعدم أخذ شيء منها بالقص أو الحلق ،
وليس في ذلك ما يدل على مشروعية تكثيرها بزراعة الشعر ، قياسا على عدم مشروعية
تكثيرها بالمعالجة ، بل الزراعة أولى بالمنع لما تشتمل عليه من آثار ومضاعفات .
2- أن في زراعة شعر اللحية مع عدم الحاجة تغييرا لخلق الله تعالى ، ومجرد طلب الحسن
والظهور بمظهر معين ، ليس كافيا في تجويز هذا التغيير ، مع ما يشتمل عليه من جرح
وتعرض لبعض آثار ومضاعفات هذه الجراحة الطبية .
الحال الثانية : ألا تكثر اللحية أو تتساقط بسبب مرض أو حادث ، وفي هذه الحال يظهر
لي والله أعلم جواز زراعة شعر اللحية ، لأنه من باب العلاج وإزالة العيوب ، خاصة
إذا ترتب على ذلك ظهور الرجل بشكل مشوّه " انتهى من "الجراحة التجميلية" ص 159 .
والله أعلم .