الحمد لله.
أولا :
إذا سئل الرجل عن اسمه فذكر اسما غير اسمه دون ضرورة ملجئة أو حاجة إلى ذلك عُدّ
ذلك من الكذب ، وقد عُلم تحريم الكذب في الشريعة وأنه من صفات المنافقين ؛ فعن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آية المنافق ثلاث : إذا
حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) رواه البخاري ( 33 ) ومسلم ( 59 ) .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " لا يصلح الكذب في جد ولا هزل " .
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (387) وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" .
ثانيا
لا حاجة بك إلى الكذب في مثل ذلك ، وتغيير اسمك من محمد إلى مايكل أمام العملاء
بدعوى أن التصريح باسمك الحقيقي قد يعرضك للمخاطر لا نوافقك عليه ، وهو من توهمات
النفس ووساوس الشيطان ، ولا يزال الناس ممن يتسمون بهذا الاسم الكريم يصرحون باسمهم
في كل زمان وفي كل مكان دون أن يتعرض أحد منهم لمخاطر من أي نوع .
وفي هذا العمل من الشؤم والفساد ما قد يعرضك للمخاطر حقا ، فلا تلتفت إلى ذلك ،
وصرح باسمك وأنت فخور به ؛ لأن ذلك من العزة ، وقد قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ
الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا
يَعْلَمُونَ ) المنافقون/ 8 .
فإن غلب على ظنك ، في واقعة
بعينها : الخوف ، وأردت أن تحتاط لنفسك ، ففي التورية والمعاريض ما يغني عن الكذب ،
كأن تقول " أنا عبد الله " أو " أنا عبد الحميد " ؛ فأنت فعلا عبد الله وعبد الحميد
. راجع إجابة السؤال رقم (27261)
.
وإن رأيت أيضا أن ذلك لا ينفعك ، فلا بأس بذكر اسم آخر ، سوى اسمك الحقيقية ، في
هذه الحالة المعينة ، لكن ابحث عن اسم لا يكون خاصا بالنصارى ، ولا يعرف صاحبه بذلك
، بل تتسمى باسم عام ، محتمل ، وإن كانت مثل هذه الحالات الخاصة : ستكون قليلة ، بل
نادرة الحدوث جدا .
والأصل في مثل حالك أنك إذا
عجزت عن إظهار شعائر دينك ، ولم تأمن في ذلك المكان على دينك ، ونفسك ، وعرضك : لم
يحل لك أن تقيم فيه ، بل تهاجر منه إلى بلد من بلاد المسلمين ، تأمن فيه على نفسك
ودينك ، أو بلد آخر من بلاد الكفار ، أكثر أمنا ، يمكنك فيه إن تظهر شعائر دينك ،
وأبسط ذلك : اسمك الذي يدل على دينك ؛ هذا إذا لم يتسر لك الإقامة في بلد من بلاد
المسلمين .
راجع جواب السؤال رقم : (38158)
.
والله تعالى أعلم .