الحمد لله.
لا نعرف حديثا بهذا اللفظ ولا بمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من
صحابته رضي الله عنهم ، ولا عن أحد من السلف .
ومعناه على كل وجه محتمل فيه لا يصح :
- فإن كان معناه النهي عن دفن الأشقياء يوم الأربعاء وحفر القبور لهم ، فهو معنى
باطل ؛ لأن أحدا من الناس لا يعلم على سبيل القطع والجزم إذا كان هذا المقبور شقيا
أو سعيدا ؛ فإن علم ذلك عند الله وحده ، ولا يزال الناس يدفنون موتاهم ، سواء كانوا
صلحاء أو أشقياء يوم الأربعاء أو غيره من الأيام .
- وإن كان معناه أن القبر يأبى أن يُفتح لُيدفن فيه الشقي يوم الأربعاء خاصة ،
فمعنى باطل أيضا ، ولا يزال الأشقياء الخاسرون من المشركين وغيرهم ، يدفنون في كل
يوم من أيام الأسبوع ، سواء الأربعاء أو غيره .
- وإن كان معناه بيان فضل الدفن يوم الأربعاء خاصة من بين أيام الأسبوع ، وأن من
فضائله أنه لا يدفن فيه شقي ، فهذا أيضا مما لا دليل عليه ، بل لا أصل له .
- أو كان معناه العكس ؛ لحديث ( يوم الأربعاء يوم نحس مستمر ) فقول باطل أيضا ،
والحديث موضوع ، انظر : "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص 438) .
- وإن كان ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم دفن ليلة الأربعاء - على قول الجمهور –
فتعليل باطل ؛ إذ لا علاقة بين دفن النبي صلى الله عليه وسلم ودفن غيره ، سواء كان
شقيا أو سعيدا ، ولا شك أن كثيرا من الأشقياء قد دفنوا في ذات الوقت الذي دفن فيه
النبي صلى الله عليه وسلم .
والمقصود أن هذا الكلام ليس
بحديث أصلا ، ولا هو قول سلفي محفوظ ، ولا هو صحيح المعنى أيضا .
والله أعلم .