امرأة متزوجة منذ خمس سنوات ولم تحمل ، وظلت تأخذ حقن منشطة وأدوية حتى حملت في توأم ، وظل الحمل حتى الشهر الرابع ، ولكن لم يقدر الله أن يكتمل هذا الحمل ، الآن هي حملت مرة أخرى ، وفى توأم مرة أخرى ، وهى بصحة جيدة ، ولكن الدكتور المعالج أكد على ضرورة إنزال أو إجهاض أحد الجنينين حتى يكتمل الحمل على خير ، لأنه في حالة استمرار الجنينين معا يوجد خطورة على الحمل كله ، حيث ممكن أن يحدث كما في الحمل الأول ، ويتم إسقاط للجنينين ، الآن الطبيب يوصى بالتدخل الطبي لإنزال أحد الجنينين وترك الآخر ليكتمل الحمل به ، مع العلم أنه سواء بجنين واحد أو بجنينين لا يوجد خطورة على الأم ، ولكن الخطورة على الحمل ذاته ، وحمل هذه المرأة من النوع الصعب إلى حد ما نظرا لوجود مشاكل في الرحم .
والسؤال :
هل يوجد إثم على الأب والأم إذا وافقوا على إنزال أحد الجنينيين ، والحمل ما زال في الشهر الأول ؟
الحمد لله.
إذا ثبت طبياً من خلال لجنة طبية موثوقة : أن بقاء الجنينين في الرحم إلى وقت
الولادة قد يتسبب في وفاتهما معاً ، فالذي يظهر والعلم عند الله : أنه يجوز في هذه
الحال إسقاط أحدهما ؛ رجاء حياة الآخر إذا كان ذلك قبل نفخ الروح .
قال الرملي رحمه الله : " الراجح تحريمه بعد نفخ الروح مطلقا وجوازه قبله " انتهى
من " نهاية المحتاج " (8/444) .
وقال المرداوي رحمه الله : " يجوز شرب دواء لإسقاط نطفة ، وقال ابن الجوزي في أحكام
النساء : يحرم ، وقال في الفروع : وظاهر كلام ابن عقيل في الفنون : أنه يجوز إسقاطه
قبل أن ينفخ فيه الروح ، وقال : وله وجه " انتهى من " الإنصاف " (1/386) .
على أننا ننبه إلى أنه ينبغي
أن يكون ذلك الأمر ، إذا قررتم إسقاط أحد الجنينين ، قبل أربعين يوما من الحمل ،
فبعد الأربعين يكون الأمر في الإسقاط أشد ، والرخصة فيه أضيق .
وإذا كان احتمال سلامة الحمل ، مع وجود الجنينين قويا ، فلا ينبغي العدول عن ذلك
إلى ارتكاب ذلك المحظور .
وللفائدة ينظر الأجوبة
التالية : (103423)
، (85046) ، (171943)
.
والله أعلم .