الحمد لله.
والمشروع دعوة الكافة ، من الأقارب والأصدقاء والصالحين ، ومن أمكن دعوتهم من الفقراء والمساكين ونحوهم ، وبذلك تحصل البركة وتعم المصلحة .
وكما أنه لا يشرع قصرها على الأغنياء أو الأصدقاء ، فكذا لا يشرع قصرها على الفقراء ؛ لأن الوليمة طعام شكر وسرور ، وهذا يقتضي أن لا يمنع منها قدر المستطاع من يحزنه المنع من الأقارب والمعارف ؛ فإن مثل ذلك قد يؤدي إلى قطيعة الرحم وسوء الجوار والهجر والمعاداة .
" ولما غزا بسطام بن قيس الشيباني مالك بن المنتفق
الضبي، وأثبته عاصم بن خليفة الضبيّ، شدّ عليه فطعنه وهو يقول:
هذا وفي الجَفَلَى لا يدعوني .
كأنه حقد عليه حين كان يدعو أهل المجلس ويدعه " .
انتهى من "البخلاء" للجاحظ (ص: 278) .
ودعوة الجفلى هي الدعوة العامة إلى الطعام من غير تخصيص .
كما لا يمنع منها الفقراء والمحتاجون حتى لا يكون طعامها شر الطعام .
فالمشروع دعوة الأهل والأقارب والجيران والأصحاب وأهل
الخير والصلاح والفقراء والمساكين ، قدر المستطاع ، وإنما تتم البركة بذلك ، لا
بفعل ما قد يؤدي إلى الهجران والمقاطعة .
قال ابن بطال رحمه الله :
" دعا ابن عمر فى دعوته الأغنياء والفقراء ، فجاءت قريش والمساكين معهم " .
"شرح صحيح البخارى" (7 /289) .
وجاء في "الفتاوى الهندية" (5 /343) :
" وَوَلِيمَةُ الْعُرْسِ سُنَّةٌ ، وَفِيهَا مَثُوبَةٌ عَظِيمَةٌ وَهِيَ إذَا بَنَى
الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ ؛ يَنْبَغِي أَنْ يَدْعُوَ الْجِيرَانَ وَالْأَقْرِبَاءَ
وَالْأَصْدِقَاءَ ، وَيَذْبَحَ لهم وَيَصْنَعَ لهم طَعَامًا " انتهى .
وقال الرملي في "نهاية المحتاج" (6/ 373):
" يَدْعُوَ جَمِيعَ عَشِيرَتِهِ وَجِيرَانِهِ أَغْنِيَائِهِمْ وَفُقَرَائِهِمْ
دُونَ أَنْ يَخُصَّ الْأَغْنِيَاءَ " انتهى .
وذكر الشيخ الألباني رحمه الله أن من السنة في الوليمة
أن يدعو الصالحين إليها ، فقراء كانوا أو أغنياء ، لقوله صلى الله عليه و سلم :
( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) رواه الترمذي (2395) وحسنه الألباني
في " صحيح الجامع " (7341) .
"آداب الزفاف" (ص 74) .
راجع للفائدة إجابة السؤال رقم (131252)
، ورقم (83806).
والله أعلم .