لديها رغبة شديدة في الإنجاب وتدعو بذلك ، وزوجها يريد تأجيل الحمل فأصابها الإحباط
زوجي ممن يؤمنون بتنظيم النسل ، وأنا امرأة في السادسة والعشرين وقد تزوجت منذ أربعة أشهر ، وأشعر برغبة شديدة في الولد ، لكن زوجي قرر أن لا ننجب إلا بعد عام أو عامين إلى أن يتسنى له جمع بعض المال .
لقد سألت الله أن يعطيني ما أريد في أسرع وقت ، لكني كلما تذكرت قرار زوجي شعرت بالإحباط ، فماذا أفعل ؟
الجواب
الحمد لله.
من مقاصد النكاح في الإسلام وجود النسل وتكثير الأمة ، وقد روى أبو داود (2050)
عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ
الأُمَمَ ) صححه الألباني في " صحيح أبي داود " (1805) .
والإنجاب حق مشترك بين الزوجين ، وليس لأحدهما أن يختص لنفسه بهذا الحق دون الآخر،
فإذا رغبت الزوجة في الإنجاب فليس للزوج أن يمنعها منه ، ولهذا قرر الفقهاء أن
الزوج لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها .
وتأخير الحمل خشية عدم القدرة على الإنفاق على الأولاد فيه سوء ظن بالله تعالى ،
لأن الله عز وجل قد تكفل برزقهم فقال : ( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ )
الإسراء / 31 ، كما أن كثرة الأولاد رغبت فيه الشريعة ، والمؤمن يحسن ظنه بربه
تعالى أنه هو الرزاق ، ولو اعتمد الناس على هذا التخوف لقلت الذرية وحصل ما يضاد
رغبة الشارع من تكثيرها .
وعليه : فلا يلزمك طاعة زوجك في استعمال ما يمنع الحمل ، لما يترتب عليه من ضياع
حقك ، ولك أن تستعملي الحيلة لتتوصلي إلى الإنجاب الذي هو مقصود معتبر من مقاصد
النكاح ، لكننا ننصحك أن يتم هذا بالتفاهم بينكما ، وشرح الأمر له ، وأن الرزق بيد
الله ؛ فمن يدري لعل هذا المولود أن يكون سببا في فتح أبواب الرزق أمامك ؛ ثم إن
تنظيم النسل عند عامة الناس : لا يكون من الطفل الأول !! فما الذي دعاه إلى الزواج
أصلا ؛ إن المفهوم أن ينجب طفلا ، طفلين ، ثم يتوقف فترة ما ، بما يتناسب مع وضع
الأم ، أو وضع معين للأسرة ؛ أما أن يبدأ من الطفل الأول ، ويقول إنه لن ينجب إلا
بعد فترة ؛ فهذا مستغرب جدا .
وإذا قدر أن الأمر تأخر وقتا ما ، ولو عدة أشهر ، ولم تتمكني من إقناع زوجك :
فاصبري ، فلعل الله أن يهدي قلبه ، ويقضي لك حاجتك ، وإياك أن تتوقفي عن الدعاء ،
فهو من أجل العبادات ، ومن أعظم أسباب حصول المطوب ، وأحسني الظن بربك عز وجل في كل
شيء .
والله أعلم .