زنت مع غير مسلم في نهار رمضان منذ سنين ثم ندمت ، فماذا تفعل ؟

11-12-2012

السؤال 190411

إحدى صديقاتي المقربات وقعت في الزنا في نهار رمضان مع شاب غير مسلم عندما كانت في العشرين من العمر، وهي الآن في التاسعة والعشرين وتشعر بالأسى مما فعلت ، وتريد أن تعرف ماذا تفعل تماماً حتى تُغفر تلك الزلّة ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :
لا شك أن الزنا من كبائر الذنوب ، ومما يجلب على العبد سخط الله ومقته وغضبه ، فإذا كان الزنا مع غير مسلم كان الجرم أعظم ، فإذا كان ذلك في نهار رمضان كان أعظم وأعظم ، وإن لم يتدارك المذنب نفسه بتوبة نصوح صادقة من قلبه فقد تم خسرانه .
وقال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانا* إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الفرقان/ 68-70 .
وقال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/ 53 .

فمع قبح الذنب وعظمه وتعرض صاحبه للمقت والسخط من الله إلا أن الله تعالى قد سبقت رحمته غضبه ؛ فلا يعاجل عبده بجريرته ، لكنه يفتح له باب التوبة ، ويمهله حتى يتوب ، فإذا تاب وصدق تاب الله عليه ، كائنا ما كان ذنبه .
فالواجب على هذه الفتاة أن تصدق مع الله في التوبة ، وتندم على هذا الفعل الشنيع ، وتعزم على عدم العودة إلى الذنب أبدا ، وتكثر من الأعمال الصالحة ، وتقبل على ربها بحسن الظن به والصدق معه وكمال الإنابة إليه ، والله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .

ثانيا :
من زنا في نهار رمضان فعليه مع التوبة قضاء ذلك اليوم ، والكفارة المغلظة وهي عتق رقبة ، فإن لم يستطع صام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينا .
راجعي إجابة السؤال رقم (39734) .

ومن فعل ذلك منذ سنين ولم يقض الذي عليه فعليه مع ما تقدم كفارة تأخير قضاء ذلك اليوم ، وهي إطعام مسكين ، ومقداره نصف صاع من قوت البلد بُرا أو أرزا أو غيرهما ، يعادل بالوزن كيلو ونصف .
سئلت اللجنة الدائمة :
ما هو حكم من زنا في شهر رمضان، وكان ذلك في أيام جهله وهو اليوم يسأل الله المغفرة ؟ فأجابت اللجنة :
" يجب على السائل التوبة ووجوب الكفارة ، وهي عتق رقبة ، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين ، فإذا لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينا ، وكذلك عليه قضاء اليوم الذي أفطر فيه ، ووجوب كفارة عن تأخير قضاء اليوم ومقدارها كيلو ونصف من البر " .
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (9/ 255) .

والله أعلم .

الزنا واللواط أحكام التوبة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب