حديث ( استعدوا للبرد كما تستعدون للعدو ) لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم
أود معرفة درجة هذا الحديث الذي يروج بين الناس هاته الآونة ، وهو حديث : ( استعدوا للبرد كما تستعدوا للعدو ) .
الجواب
الحمد لله.
لا نعرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ ، وقد بحثنا عنه في مظانه من
كتب الحديث فلم نجد أحدا رواه ، ولا وجدنا أحدا من فقهاء الإسلام وعلماء المسلمين
ذكره ولو بغير إسناد ، فلا تجوز رواية هذا الحديث ؛ لأن روايته عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم والحالة هذه من الكذب عليه ؛ لما روى مسلم في مقدمة الصحيح (ص 7)
عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنهما قَالَا :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي
بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) .
قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى
ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا " انتهى .
على أن صواب الإعراب أن يقال : " كما تستعدون للعدو " بإثبات النون .
والله تعالى أعلم .