هل ثبت أن قبّل عليٌّ يد عمه العباس ورجليه – رضي الله عنهما ؟
هل الحديث رقم 976 في "الأدب المفرد" للإمام البخاري حديث صحيح أم ضعيف؟ أرجو ذكر أسباب ضعفه إن كان ضعيفاً ؟
الجواب
الحمد لله.
قال البخاري رحمه الله في كتاب "الأدب المفرد" (976) : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنْ صُهَيْبٍ
قَالَ : " رَأَيْتُ عَلِيًّا يُقَبِّلُ يَدَ الْعَبَّاسِ وَرِجْلَيْهِ " .
وهكذا رواه الفسوي في " المعرفة " (1/514) ، وابن عساكر في " تاريخه " (26/372) ،
وابن المقرئ في " الرخصة في تقبيل اليد " (15) من طريق سفيان بن حبيب به .
قال الألباني في تخريجه " ضعيف الإسناد موقوف " .
وعلته صهيب مولى العباس ؛ فإنه مجهول ، لم يرو عنه إلا أبو صالح ذكوان ، ذكره
البخاري في " التاريخ " (4/316) ، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل" (4/444) من
روايته وحده عنه ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ، وذكره ابن حبان في " الثقات " من
روايته وحده عنه ، على عادته رحمه الله في توثيق المجهولين .
راجع جواب السؤال رقم : (179873)
.
وقال الذهبي في " السير" (2/94) : " صهيب لا أعرفه " .
فالإسناد ضعيف لجهالة راويه .
وكتاب " الأدب المفرد " للإمام البخاري رحمه الله غير كتابه الصحيح المعروف بصحيح
البخاري ، وأحاديثه التي يوردها فيه ليست على شرط الصحيح ؛ حيث لم يلتزم فيه ما
التزمه في صحيحه ، فمنها الصحيح ومنها الضعيف ومنها المرفوع ومنها الموقوف ومنها
المقطوع ، وهو كتاب جمع فيه الإمام البخاري كثيرا من الأحاديث والآثار في مختلف
أبواب الآداب الإسلامية كبرّ الوالدين وصلة الرحم والسلام والاستئذان وآداب المجالس
والأذكار ونحو ذلك ، وهو كتاب جامع في بابه ، من أحسن ما صنف في الآداب الإسلامية .
راجع لمعرفة حكم تقبيل يد العالم أو الفاضل جواب السؤال رقم : (20243)
، (147755)
والله تعالى أعلم .