الحمد لله.
ولما كان ذلك المعنى هو
المقصود من تلك العبارة ، ذهب بعض أهل العلم : إلى أن تلك العبارة ليس فيها محذور
شرعي .
فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه
الله : بعض الناس مثلا عندما يبحث عن شخص ، ولا يجده ثم يجد في البحث عنه ويجده
يقول له : ما صدقت على الله إني ألقاك ، فما حكم الشرع في هذا القول ؟
فأجاب : " هذه كلمة عامية ،
ولا أعلم فيها حرجا ، ومعناها : أني كدت أن أيأس من لقائك " انتهى من " مجموع فتاوى
ابن باز " (8/ 422) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله عن هذه العبارة : " ما صدقت على الله أن يكون كذا وكذا ".
فأجاب : " يقول الناس : ما
صدقت على الله أن يكون كذا وكذا ، ويعنون : ما توقعت وما ظننت أن يكون هكذا ، وليس
المعنى ما صدقت أن الله يفعل لعجزه عنه مثلًا .
فالمعنى : أنه ما كان يقع في ذهني هذا الأمر ، هذا هو المراد بهذا التعبير ،
فالمعنى إذن صحيح ، لكن اللفظ فيه إيهام ، وعلى هذا يكون تجنب هذا اللفظ أحسن ؛
لأنه موهم ، ولكن التحريم صعب أن نقول : حرام مع وضوح المعنى وأنه لا يقصد به إلا
ذلك " انتهى .
وقال رحمه الله – أيضا - : "
قول القائل : ما صدقت على الله كذا وكذا ، فالمعنى ما ظننت أن الله تعالى يُقَدِّره
، وهي كلمة لا بأس بها ؛ لأن المقصود باللفظ هو المعنى ، وهذا اللفظ نعلم من
استعمال الناس له ، أنهم لا يريدون أنهم لم يصدقوا الله أبداً ، والله تعالى لم
يخبر بشيء ؛ حتى يقولوا صدقوه أو لم يصدقوه ، ولكن يظن أن الله لا يقدر هذا الشيء ،
فيقول : ما صدقت على الله أن يكون كذا وكذا ، أي : ما ظننت أن الله يقدر هذا الشيء
، والعبرة في الألفاظ بمعانيها ومقاصدها " انتهى من " فتاوى نور على الدرب لابن
عثيمين " .
والله أعلم .