الحمد لله.
ينبغي للمسلم أن يراعي مشاعر إخوانه المسلمين ، فيأتي الذي يحبونه ويدع الذي
يكرهونه وعليه أن يجتهد في الابتعاد عن أذيتهم ؛ لأن المسلم أخو المسلم ، يحب له ما
يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه ، ولا شك أن كل إنسان يحب أن ينام دون إزعاج من
الآخرين ؛ لأن النوم ضرورة ، وإذا هو لم يأخذ كفايته من النوم فقد تتعطل مصالحه
ومصالح الآخرين ، وقد يتعرض بسبب ذلك إلى الفصل من العمل أو المجازاة على الإهمال
والتأخير الذي يسببه عدم أخذه القدر الكافي من النوم .
وقد صح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( لَا ضَرَرَ وَلَا
ضِرَارَ ) رواه ابن ماجة (2340) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجة " .
قال المناوي رحمه الله :
" فيه تحريم سائر أنواع الضرر إلا بدليل لأن النكرة في سياق النفي تعم " .
انتهى من " فيض القدير " (6/ 431) .
وقال الشوكاني رحمه الله :
" فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ الضِّرَارِ عَلَى أَيِّ صِفَةٍ كَانَ " انتهى من "
نيل الأوطار " (5/ 311) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " شرح الأربعين النووية " (ص 325-326) :
" الفرق بين الضرر والضرار: أن الضرر يحصل بدون قصد ، والمضارة بقصد ، ولهذا جاءت
بصيغة المفاعلة .
مثال ذلك : رجل له جار وعنده شجرة يسقيها كل يوم ، وإذا بالماء يدخل على جاره ويفسد
عليه ، لكنه لم يعلم ، فهذا نسميه ضرراً.
مثال آخر: رجل بينه وبين جاره سوء تفاهم ، فقال: لأفعلن به ما يضره ، فركب موتوراً
له صوت عند جدار جاره وقصده الإضرار بجاره ، فهذا نقول مضار ....
وهذا الحديث أصل عظيم في أبواب كثيرة ، ولا سيما في المعاملات .
فالقاعدة : متى ثبت الضرر وجب رفعه ، ومتى ثبت الإضرار وجب رفعه مع عقوبة قاصد
الإضرار " انتهى باختصار .
والفقهاء يقولون : لصاحب الملك التصرف في ملكه بشرط عدم الإضرار بالغير ، قال ابن
ضويان رحمه الله :
" وحرم على الجار أن يحدث بملكه ما يضر بجاره .... ولجاره منعه من ذلك ، لقوله صلى
الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولا ضرار ) رواه ابن ماجه " انتهى من "منار السبيل" (1
/373) .
وعلى هذا ، فعلى صاحبك هذا أن يتخذ الأسباب التي تمنع إضراره أو أذيته لإخوانه ،
وليعرض نفسه على الأطباء فقد يكون علاج ذلك سهلا ، وقد ذكرت نصائح عدة لمنع الشخير
أثناء النوم ، ويوجد بالصيدليات أشرطة لاصقة قيل : إنها توسع القناة التنفسية مما
يساهم في تقليل الشخير أو منعه بالكلية ، وقد يكون عنده مشكلة حقيقية في التنفس
فيحتاج إلى عملية جراحية .
لكن ، إذا احتاج علاج ذلك إلى عملية جراحية فلا يلزمه ذلك ، لما فيها من ألم وخطورة
وحينئذ ، فإما أن يتحمل أصحابه ذلك ، أو ينتقلوا إلى سكن أوسع ويستقل هو بغرفة
مستقلة .
وانظر لمزيد الفائدة جواب
السؤال رقم : (132564) .
والله أعلم .