الحمد لله.
أولا :
قيض الله سبحانه - كرامة لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وتفضلا منه تعالى على أمته -
قيض ملائكة يبلغونه صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام عليه ، كلما صلى عليه أو سلم
أحد من أمته ، أينما كان ؛ كما تقدم بيانه في جواب السؤال رقم : (69807) .
ثانيا :
وأما المذكور في السؤال من أن النبي صلى الله عليه وسلم سوف ينادي من كان يصلي عليه
في الدنيا باسمه ، فيقول له : كيف عرفت اسمي ... ؛ فإن هذا الكلام كله لا أصل له ،
وهي دعوة مجردة ، لا دليل عليها ، ولذلك لم يذكرها - فيما نعلم - أحد من أهل العلم
، ممن صنف في هذا الباب أو غيره ، وما كان هذا سبيله فلا يجوز أن يذكر ؛ لما فيه من
الجرأة على أخبار الغيب ، والتألي على الله ، والكذب على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ؛ وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي
بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة
الصحيح (1/7) .
وبحسب العبد من ذلك : ما رواه الترمذي وحسنه (484) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً ) وحسنه
الألباني في "صحيح الترغيب" (1668) .
فأولى الناس به صلى الله عله وسلم أكثرهم عليه صلاة ، وكفى بهذا فضلا وشرفا ؛ يغنيه
عما لا أصل له من الكلام والفضائل المزعومة .
وينظر جواب السؤال رقم : (128455) ، ورقم : (130214) ، ورقم : (174685) .
والله تعالى أعلم .