لا يستطيع القيام لصلاة الفجر ، ولا يجد من يعينه على ذلك من أهله .
أعلم فوائد الاستيقاظ باكرا ، كما أعلم أجر صلاة الفجر ، لذا أسعى للاستيقاظ في أقرب وقت ممكن ، لكن تواجهني مشكلة : أنا أنام مع أخي الذي عمره 13 ، وهو ينام حوالي 10 ﺳﺎﻋﺎﺕ ، لا أستطيع وضع منبهاً ؛ لأن ذلك سيوقظه ، وسيشتكي لأبي الذي هو بدوره ينام إلى العاشرة صباحا ، لا أستطيع النوم مبكرا ؛ لأن البيت كله مليء بالأضواء والأصوات إلى منتصف الليل .
فماذا أفعل ؟
الجواب
الحمد لله.
بداية ، نود أن نشيد بحرصك على الخير وعلى السؤال عن دينك ، فبارك الله فيك وجعلك
من المهتدين.
لا شك – ابننا الفاضل- أن ما تفعله من تضييع صلاة الفجر : لا يجوز شرعا كيفما كانت
الأحوال ، والمبررات ؛ فتأخير الصلاة عن وقتها من علامات النفاق ، لا سيما الفجر
والعشاء ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ
الْعِشَاءِ ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا
وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ ، فَتُقَامَ ، ثُمَّ
آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ
حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ ، فَأُحَرِّقَ
عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ) متفق عليه.
وعلى هذا ، فيجب عليك الأخذ بالأسباب من نوم مبكر ، كأن تتعود النوم ولو مع الأضواء
والضجيج ، واستعمال منبه الهاتف مثلا ، كأن تجعله قريبا منك ، على وسادتك ، بحيث
يوقظك ، دون أن يسبب مشاكل للآخرين .
ولتعلم أن العزيمة الصادقة ، وقبل هذا وذاك : دعاء الله ، والافتقار إليه أن يوفقك
لذلك : هو أهم عدة لك في هذا الطريق ؛ وكم من أناس واجهوا من المصاعب والمشكلات :
أضعاف ما تواجه أنت وتلاقي ، ثم أصروا على طاعة ربهم ، ولم يفرطوا في أمره ،
فأعانهم الله : وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ
يُوقَهُ .
ونحن نرجو أن يكون ثباتك على ذلك ، وحرصك على طاعة ربك : فاتحة خير عليك وعلى بيتك
وأسرتك ، ومن يدري لعل الذي يتضايقون منك اليوم ، من مثل ذلك ، أن يسبقوك غدا إليه
.
وللاستزادة ، يرجى الاطلاع على الفتوى رقم : (139908)
، وكذا رقم : (85110)
.
وفقك الله ، ويسر لك أمرك ، وأعانك على حسن عبادته .
والله أعلم .