الحمد لله.
سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ : قد يضطر رجل الإعلام المسلم لحضور
بعض الحفلات أو المسرحيات فيجلس رغم وجود الموسيقى ورغم المشاهد المؤذية ، وذلك حتى
يبين ضررها على المجتمع فهل يأثم في ذلك؟
فأجاب: " إذا كان المقصود المصلحة العامة وليس التمتع ، وأنه قصد من حضوره أن يحذر
من الشر، فدخل في هذه المعمعة ، أو في هذا المجتمع الذي فيه ما يذم ، ليعرف شره
ويبين عيوبه بقصد صالح : فلا بأس .
أما إن دخله لقصد التمتع أو الشر : فلا .
قال الله تعالى: ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ )الأنعام/68 .
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة
يدار عليها بالخمر ) فجعل الله الذين يجلسون مع الخائضين ولم ينكروا عليهم مثلهم"
انتهى نقلا عن "فتاوى إسلامية" (4/ 368).
وليحذر العبد الناصح لنفسه : أن يضيع عليه عمره سدى ، لا في شيء من
خير الدنيا ، ولا خير الآخرة ، وإن من أعظم ما أحدث الناس من الملهيات ، وقواتل
الأوقات : وسائل التواصل التي انشرت فيه الناس ، حتى أدمنها الصغار والكبار ، وصار
عادة ملازمة ، وفيها من الشر والفساد ، وانتهاك الحرمات : ما الله به عليم .
والذي يجدر بالعبد الناصح لنفسه : أنه إذا لم يكن له مصلحة حقيقية ، ولا منفعة
مباحة ، في مثل ذلك : أن يضن بوقته وعمره أن يضيع سدى ، ويضن به بدينه أن يجعله
عرضة للشبهات والشهوات ، وقد علم الناس كم هي مبذولة في مثل هذه الوسائل .
والله أعلم