عندما أقدم على الزواج هل يجب عليَّ السفر إلى تركيا ، وأرشح الخال المصلي ليكون ولياً لي؟ أم الأفضل أن أرشح أحد أئمة المساجد أو المراكز الإسلامية هنا في فنلندا ليقوم بهذا الدور؟
الحمد لله.
أولا :
من شروط صحة النكاح : الولاية ، فلا يجوز للمرأة أن تتزوج بدون ولي ، فإن تزوجت بدون ولي فنكاحها باطل .
ولا ولاية لكافر على مسلمة بحال بإجماع أهل العلم .
تراجع إجابة السؤال رقم : (48992).
ثانيا :
ولاية النكاح تكون للعصبة وهم الأقارب الذكور من جهة الأب ، كالأب والجد والابن والأخ والعم .
أما الأقارب من جهة الأم فليسوا من العصبة ، ولا تثبت لهم الولاية في النكاح .
فالخال ليس من العصبة ، فلا يكون وليا في النكاح .
ولكن هناك بعض الحالات يصح أن يتولى فيها الخال عقد النكاح ، وهي :
1- أن يكون موكّلاً من قبَل الولي .
2- أن يكون العقد قد تمّ ، وتم توثيقه في دولة إسلامية تأخذ بالقول بجواز تزويج الخال لابنة أخته ، أو القول بجواز عقد النكاح بلا ولي .
يراجع السؤال رقم : (152595) ، والسؤال رقم : (153602) .
ثالثا :
إذا لم يوجد للمرأة ولي يزوجها : زوجها القاضي المسلم ، إن وجد .
فإن لم يوجد ، كحال الجاليات المسلمة المقيمة في بلاد الغرب : زوجها رئيس المركز الإسلامي .
فإن لم يوجد زوجها إمام المسجد ، أو عالم من العلماء ، أو رجل عدل من المسلمين.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" إذا كانت المرأة في بلاد ليس فيها ولي، لا أخ ولا أب ولا ابن عم، فإن الحاكم يقوم مقام الولي ، وليها الحاكم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (السلطان ولي من لا ولي له ) ، فالحاكم يقوم مقام وليها ويكون هو وليها ، يزوجها أو يوكل من يزوجها.
فإذا كانت في بلاد ليس فيها حاكم لا قاضٍ ولا ولي ، كالأقليات الإسلامية في بلاد الكفر ، فليزوجها رئيس المركز الإسلامي إذا كان عندهم مركز إسلامي ؛ لأنه بمثابة السلطان عندهم ، ورئيس المركز الإسلامي ينظر لها ويزوجها بالكفء إذا كان ليس لها أولياء ، وليس هناك قاضٍ ، وإذا كان الولي بعيداً : يخاطب ، يكاتب حتى يرسل الوكالة ، أما إذا كان لا يعرف محله : فالولي الذي بعده يقوم مقامه، الذي أدنى منه يقوم مقامه ، فإذا كان ما لها ولي سوى الغائب الذي يجهل مكانه ، فالسلطان يقوم مقامه " .
انظر : موقع الشيخ ابن باز : http://bit.ly/2XORiYN
والخلاصة:
أن رئيس المركز الإسلامي بتلك البلاد يقوم مقام السلطان ، وولاية السلطان في النكاح ولاية شرعية إذا لم يوجد ولي من العصبة ، ولا حاجة بك إلى السفر إلى خالك ، ليتولى هو أمر نكاحك بنفسه .
فإذا أسلم هذا الرجل ، رغبة في الدين ، وصح إسلامه : فلا حرج أن يتولى عقد النكاح رئيس المركز الإسلامي في مكان إقامتك .
والله أعلم .