الحمد لله.
وقد انتحل الصحبة بعض
الدجالين من أهل الهند ، وبيّن العلماء هذا الافتراء والتزوير .
فمن هؤلاء :
- رتن الهندي ، قال الذهبي :
" رتن الهندي ، وما أدراك ما رتن! شيخ دجال بلا ريب ، ظهر بعد الستمائة فادعى
الصحبة ، والصحابة لا يكذبون.
وهذا جرئ على الله ورسوله ، وقد ألفت في أمره جزءا.
وقد قيل: أنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
ومع كونه كذابا ، فقد كذبوا عليه جملة كبيرة من أسمج الكذب والمحال " .
انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 45) .
- سَرْباتك ملك الهند ، قال الحافظ في "الإصابة" (3/279) : " روى أبو موسى في الذيل
من طريق بشر بن أحمد الإسفرائيني صاحب يحيى بن يحيى النيسابوري حدثنا مكي بن أحمد
البردعي سمعت إسحاق بن إبراهيم الطوسي يقول : رأيت سرباتك ملك الهند في بلدة تسمى
قنّوج ، فقلت له كم أتى عليك من السنين ؟ قال سبعمائة وخمس وعشرون سنة ، وزعم أن
النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ إليه أسامة وصهيبا يدعوانه إلى الإسلام ، فأجاب
وأسلم ، وقبل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم . قال الذهبي في التجريد : هذا كذب
واضح " انتهى .
- جاكرواني فرماس ، من ملوك الهند أيضا ، زعموا أنه رأى آية انشقاق القمر فأسلم ،
ولا أصل لهذه الحكاية .
- روى الحاكم (7190) من طريق عَمْرُو بْن حَكَّامٍ ، ثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي
عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " أَهْدَى مَلِكُ الْهِنْدِ
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرَّةً فِيهَا زَنْجَبِيلٌ
، فَأَطْعَمَ أَصْحَابَهُ قِطْعَةً قِطْعَةً ، وَأَطْعَمَنِي مِنْهَا قِطْعَةً " .
وهذا مع أنه ليس نصا في الصحبة ، فهو منكر ؛ عمرو بن حكام ضعيف جدا ، قال الإمام
أحمد : كان يروي عن شعبة نحو أربعة آلاف حديث ، تُرك حديثه .
وضعفه ابن معين والبخاري وغيرهما ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه عمرو بن حكام غير
متابع عليه .
"لسان الميزان" (4 /360) .
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ، معروف بالضعف ، انظر "الميزان" (3/127) .
وكان أول غزو المسلمين لبلاد الهند سنة أربع وأربعين من الهجرة .
راجع جواب السؤال رقم : (180851)
.
ثالثا :
أما تميم الأنصاري : فهو صحابي أنصاري ، وليس من الهند أو الصين
قال الحافظ :
" تميم بن زيد الأنصاري ، والد عباد وأخو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني في قول
الأكثر ، وقيل هو أخوه لأمه ، قال ابن حبان : تميم بن زيد المازني له صحبة ". انتهى
من "الإصابة" (1 /370) .
وقال ابن حبان في "الثقات" (3/ 41):
" تَمِيم بْن زيد الْمَازِني أَبُو عباد الْأنْصَارِيّ من بني النجار " .
وقال ابن منده في "معرفة الصحابة" (ص 321):
" عداده في أهل المدينة " .
رابعا :
أما مالك الدار : فهو تابعي من أهل المدينة وليس صحابيا ، قال ابن سعد : " مالك
الدار مولى عُمَر بْن الْخَطَّاب ، وقد انتموا إلى جُبْلانَ ، من حِمْيَر ، وروى
مالك الدار عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وعُمَر - رحمهما اللَّه - روى عَنْهُ أَبُو
صالح السمان ". انتهى من "الطبقات الكبرى" (5/ 8) .
وفي الداريِّين جملة مذكورة
في الصحابة ، منهم : عبد الرحمن بن مالك الداري ، ومروان بن مالك الداري ، وجَبَلة
بن مالك الداري ، انظر "أسد الغابة" (3/486) ، (5/141) ، "الإصابة" (6/ 53) ،
(1/458) ، "الاستيعاب" (ص1470)
خامسا :
أما " شيرمان " و " برومال " : فلا وجود لهما في شيء من كتب تراجم الإسلاميين ، لا في الصحابة ولا في غيرهم .
والله تعالى أعلم .