الحمد لله.
سئل الشيخ محمد المختار
الشنقيطي :
هل للزوجة أن تطالب بنفقة أهلها وإطعامهم إذا لم يكن هناك من يعول أهلها؟
فأجاب :
" هي تطالبه تكرماً وتفضلاً وإحساناً منه إليهم ، وصلة للرحم ، لعل الله أن يخلف
عليه ويبارك في ماله ، وكم من زوج موفق كان دخوله على أهل زوجته خيراً وبركة ،
فتجده لا يقصر في الإحسان إليهم ، ولا يقصر في النفقة ، ولا يقصر في الجاه، وإذا
وجد منهم حاجة سدها أو خلة قام بها .
وهذا من توفيق الله للعبد أن
يعيش مرضياً عنه بين والديه ، مرضياً عنه بين قرابته، مرضياً عنه بين عشيرته ،
مرضياً عنه بين رحمه ، تسأل أقرب الناس عنه ، فلا يذكرونه إلا بخير، ويقولون: نعم
الرجل ، حافظٌ للرحم وصول لهم.
وما استقامت أمور الأمة إلا بهذه المكرمات والفضائل، فتجد الرجل ينظر إلى مقام
المحسنين ، ولا ينظر إلى مقام الإجزاء فقط .
نقول: إنه ليس بواجب عليك
الإنفاق عليهم ، وليس من حقها أن تلزمك بهذا، ولكنها فتحت عليك باب رحمة ، إن أردت
أن يرحمك الله ، وإن أردت الخير والبركة فاحتسب.
وإنه والله مما يقرح القلوب أن تجد الرجل قوي الهمة ينظر إلى الفقراء يميناً
وشمالاً، ويلهث في سد حوائجهم ، ولا ينتبه لأقرب الناس منه ، تجده يفيض الله عليه
المال ، فإذا جاء ينظر إلى الغريب ، ولو كان عنده كفاية يقول: هذا مسكين، وإذا نظر
إلى قريبه دقق في كل شيء ، فلو وجد عند قريبه أقل المال : ظن أن قريبه غني ، فيصرف
عنه كل خير منه ، وهذا من الحرمان، نسأل الله العافية..." .
انتهى ملخصا من "شرح زاد المستقنع" (334/ 17) بترقيم الشاملة .
فإذا كانت زوجتك ترغب في استقدام والدتها من بلدها ، إلى تلك البلد التي تعيش فيها ، فتقرب من ابنتها أكثر ، ويتيسر لها زيارتها وصلتها ، وأمكنك أن تساعدها في ذلك ، وتحسن إليها : فافعل ؛ فإنه من حسن العشرة وكريم الصحبة ، وقد قال الله تعالى : (وعاشروهن بالمعروف) النساء/19.
وإن شق ذلك عليك ، ولم يكن
عندك شيء فاضل عن نفقتك ونفقة أهلك ومن تعول: فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ولا
تلام على كفاف ، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى .
وقد قال أهل العلم :
" يُشْتَرَطُ لِوُجُوبِ النَّفَقَةِ يَسَارُ الْمُنْفِقِ ، وَإِعْسَارُ الْمُنْفَقِ
عَلَيْهِ ، وَاحْتِيَاجُهُ إِلَى النَّفَقَةِ "
انتهى من "الموسوعة الفقهية" (39/ 23) .
وهذا في النفقة الواجبة ، فكيف بالصلة والإحسان ، مما لا يجب عليك أصلا ؟!
والله أعلم .