إذا صدّق المرء مثل هذه القصص فهل يكفر ، وهل يجب عليه التلفظ بالشهادة من جديد ؟ الشطر الثاني من السؤال : إذا كفر المرء بجميع الصحابة وتكلم ضدهم فماذا عنه ؟
الحمد لله.
فمن كان بهذه المثابة كيف
يمكن أن يعامل ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي هي أحب بناته إليه -
ويعامل زوجها هذه المعاملة ؟
ثالثا : أن ما كان معروفا عن عثمان رضي الله عنه من الكرم ومحبة الإنفاق في سبيل
الله ، وحسن الخلق والحياء الذي تميز به : يقطع ببطلان هذا الكذب الذي لا أصل له .
رابعا : أن العلاقة التي كانت تربط عثمان بعليّ رضي الله عنهما كانت علاقة محبة في
الله وأخوة إسلامية ، ولم يكن بينهما شيء يدفع ذلك ، وما وقع بينهما من خلاف فمعتاد
بين الإخوة ، لم يعكر عليهما صفو محبتهما وأخوتهما .
ثانيا :
إذا سمع أحد مثل هذا الباطل فصدقه ، فإنه لا يكفر بمجرد ذلك ، فقد يكون جاهلا يظنه
صحيحا ، وقد يكون غافلا عن تلك الأمور ، لا دراية له بمثلها .
وعلى كل : فالواجب على
المسلم أن يراعي حرمة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن في بغضهم الهلكة ، وفي
الوقيعة فيهم أعظم الخسار ، وخاصة الكبار .
قال النسائي صاحب السنن رحمه
الله :
" إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة إنما أراد
الإسلام " انتهى من " تهذيب الكمال " (1/339) .
ثالثا :
إذا أبغض الشخص جميع الصحابة ، وتكلم فيهم ، وتنقصهم وعابهم ، فهو كافر ، فإن
الصحابة رضي الله عنهم هم حملة الشريعة ، فمن عابهم جميعا فقد أسقط حرمة الشرع
وتكاليفه ، ولا يبغضهم إلا من أبغض الدين جملة .
قال ابن حجر الهيتمي رحمه
الله :
" ثمَّ الْكَلَام إِنَّمَا هُوَ فِي سبّ بَعضهم ، أما سبّ جَمِيعهم فَلَا شكّ أَنه
كفر ، وَكَذَا سبّ وَاحِد مِنْهُم من حَيْثُ هُوَ صَحَابِيّ [ أي سبه وبغضه لأجل
صحبته ] ؛ لِأَنَّهُ استخفاف بالصحبة ، فَيكون اسْتِخْفَافًا بِهِ صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم ، وعَلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يحمل قَول الطَّحَاوِيّ : " بغضهم كفر"
، فبغض الصَّحَابَة كلهم ، وبغض بَعضهم من حَيْثُ الصُّحْبَة : لَا شكّ أَنه كفر ،
وَأما سبّ أَو بغض بَعضهم ، لأمر آخر : فَلَيْسَ بِكفْر " انتهى من " الصواعق
المحرقة " (1/ 135-136) .
وينظر للفائدة إلى جواب السؤال رقم : (45563) ، وجواب السؤال رقم : (96231) .
والله أعلم .