حكم مشاهدة عروض السحرة
ما حكم مشاهدة السحرة في التلفاز أو في السيرك ؟
الجواب
الحمد لله.
يحرم على المسلم مشاهدة أعمال السحرة التي تُعرَض أمام الناس ، سواء كان على شاشات
التلفاز أم في عروض " السيرك " أم في غير ذلك ، وذلك لأسباب عدة :
1- حرمت الشريعة إتيان الكهان مع قصد كهانتهم وسحرهم ، فعن معاوية بن الحكم السلمي
رضي الله عنه قال : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ
بِجَاهِلِيَّةٍ وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا
يَأْتُونَ الْكُهَّانَ ؟ قَالَ : فَلَا تَأْتِهِمْ ) رواه مسلم برقم(537) .
ويقاس عليه كذلك الساحر في عمله السحر وعرضه على الناس ، ولا شك أن مشاهدة السحرة
أو الكهنة هو من إتيانهم والقصد إليهم .
2- وفي مشاهدة عروض السحرة فتنة وإعجاب بهم ، فيصبح الساحر في أعين الناس إنسانا
صالحا طيبا مسليا يدخل على قلوبهم اللهو والمرح ، مع أن الله عز وجل وصف السحرة
بالمفسدين فقال سبحانه : ( قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ
سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) يونس/81. فهذه
المفسدة كافية في تحريم مشاهدة عروض السحرة .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" قال العلماء : إنما نهي عن إتيان الكهان لأنهم يتكلمون في مغيبات قد يصادف بعضها
الإصابة فيخاف الفتنة على الإنسان بسبب ذلك ؛ لأنهم يلبسون على الناس كثيرا من أمر
الشرائع ، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن إتيان الكهان ، وتصديقهم فيما
يقولون ، وتحريم ما يُعطَوْن من الحلوان ، وهو حرام بإجماع المسلمين ، وقد نقل
الإجماع في تحريمه جماعة ، منهم : أبو محمد البغوي رحمهم الله تعالى .
قال البغوي : اتفق أهل العلم على تحريم حلوان الكاهن ، وهو ما أخذه المتكهن على
كهانته ، لأن فعل الكهانة باطل لا يجوز أخذ الأجرة عليه .
وقال الماوردي رحمه الله تعالى في " الأحكام السلطانية " : ويمنع المحتسب الناس من
التكسب بالكهانة واللهو ، ويؤدب عليه الآخذ والمعطي " انتهى من" شرح مسلم " (5/22)
.
3- وفي مشاهدة أعمال السحرة استهانة بالمنكر وجرأة عليه ، فإذا اعتاد المسلم هذه
المناظر زالت من قلبه نكارته ، وبدأت نفسه تألف تلك الأعمال ، وهي في حقيقتها أعمال
كفر وردة عن الإسلام ، ومن أعظم المفاسد أن يستسيغ القلب المعصية ، فلا يعرف
المعروف ولا ينكر المنكر.
4- ثم إنه عادة ما تصحب عروض السحرة الكثير من المشاهد الأخرى المحرمة كصور النساء
العاريات ، وهذا سبب موجب للتحريم أيضا .
5- وأخيرا : ففي مشاهدة عروض السحرة إعانة لهم على كفرهم وباطلهم ، إما بالنشر
والدعاية لهم وللقنوات التي تعرض برامجهم ، أو حتى بدفع الأموال كما هو الحال في
حضور عروض " السيرك ".
سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله السؤال الآتي :
" إن بعض القنوات الفضائية يعرضون لقاءات مع السحرة والكهان والمشعوذين ، وبعض
المسلمين - هداهم الله - يشاهدون هذه الفقرات من باب التسلية ومعرفة أساليبهم
وطرقهم ، ما حكم هؤلاء المشاهدين ؟ هل يصدق عليهم الذهاب إلى الكهان وأنه لا تُقبل
لهم صلاة أربعين يوما ؟
فأجاب :
ما زال العلماء يحذرون من هذه القنوات ، ويكررون التحريم ، فيجب على المسلم أن
يتجنبها ولا يتساهل في شأنها ، ولا يدخلها في بيته أو في محله ، يجب على المسلمين
أن يحذروا منها غاية الحذر .
ولا شك أنه إذا فتحها ونظر إليها أنه يأثم بذلك ؛ لأنه لم يهجرها ولم يبتعد عنها ،
فيخشى عليه أن يناله هذا الوعيد ، أنه لا يستجاب له صلاة أربعين يوما ؛ لأنه في حكم
من ذهب إلى الكهان ، إذا فتح القناة عليهم قاصدا الاطلاع على ما يعرضون : فإنه في
حكم من ذهب إليهم ، لا فرق .
لكن قد يكون في بعض الأحوال : إذا فتح أهل العلم وأهل الغيرة وأهل الحسبة لأجل أن
يرصدوا ما فيها من شر حتى يحذروا منها ، وحتى تمنع إذا كان يمكن منعها ، لهذا الغرض
لا بأس .
أما إنسان يقضي وقته فيها ، أو يقول أطَّلِعُ عليها - وهو ليس له شأن في الإجراء
الذي يقي منها - : فهذا لا يجوز له " انتهى. نقلا من موقعه حفظه الله على هذا الرابط :
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/4800
وسئل حفظه الله السؤال الآتي أيضا :
ما حكم مشاهدة السحر التمثيلي سواء كان على الطبيعة أو في التلفاز ؟
فأجاب :
لا يجوز مشاهدة السحر سواء كان حقيقيا أو تمثيليا تخيليا ، لا يجوز ؛ لأنه باطل ، ولا يجوز
للإنسان مشاهدة الباطل ، لأنه إذا شاهده فقد أقره ، إلا إذا كان يشاهده من أجل القيام
بإنكاره والعمل على إزالته فلا بأس بذلك ، أما أن يشاهده ساكتا و متكلما بذلك هذا حرام ،
لأنه لهو بالباطل " انتهى. نقلا عن موقع الشيخ حفظه الله على هذا الرابط :http://www.alfawzan.af.org.sa/node/4827
وانظر جواب السؤال رقم : (98153) ورقم : (192671) .
والله أعلم .