الحمد لله.
هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (940) ، وأبو نعيم في "المعرفة"
(5742) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/366) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"
(133) - واللفظ له - : من طريق نَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " بَيْنَمَا
نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ أَقْبَلَ
شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ قَبِيصَةُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا جَاءَ بِكَ ، وَقَدْ كَبِرَتْ سِنُّكَ ، وَرَقَّ
عَظْمُكَ ؟ ) ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَبِرَتْ سِنِّي، وَرقَّ عَظْمِي ،
وَضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَاقْتَرَبَ أَجْلِي . فَقَالَ: ( أَعِدْ عَلَيَّ قَوْلَكَ )
، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( مَا بَقِيَ حَوْلَكَ شَجَرٌ، وَلَا حَجَرٌ، وَلَا مَدَرٌ، إِلَّا
بَكَى رَحْمَةً لِقَوْلِكَ ، فَهَاتِ حَاجَتَكَ ، فَقَدْ وَجَبَ حَقُّكَ ؟ )
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ؛ فَإِنِّي شَيْخٌ نَسِيُّ .
قَالَ: ( أَمَّا لِدُنْيَاكَ ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ بَعْدَ صَلَاةِ
الصُّبْحِ : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا
قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يُوقِيكَ اللَّهُ مِنْ بَلَايَا
أَرْبَعٍ : مِنَ الْجُذَامِ ، وَالْجُنُونِ ، وَالْعَمَى ، وَالْفَالِجِ .
فَأَمَّا لِآخِرَتِكَ ، فَقُلِ : اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ ، وَأَفِضْ
عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ
مِنْ بَرَكَاتِكَ ).
فَقَالَهَا الشَّيْخُ ، وَعَقَدَ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ .
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ: خَالُكَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَشَدَّ
مَا ضَمَّ عَلَى أَصَابِعِهِ الْأَرْبَعِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ وَفَّى بِهِنَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ لَمْ يَدَعْهُنَّ ، لَيُفْتَحَنَّ لَهُ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ مِنَ
الْجَنَّةِ ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ) .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، نافع
بن عبد الله ، هو نافع ابن هرمز : متروك الحديث ، قال الذهبي في "الميزان" (4/
243): " كذبه ابن معين مرة ، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث ، وقال النسائي: ليس
بثقة " .
والحديث أورده الشيخ
الألباني رحمه الله في " السلسلة الضعيفة" (2928) من هذه الطريق ، وقال : " ضعيف
جدا " .
وللحديث شاهد يرويه ابن
السني في "عمل اليوم والليلة" (134) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (5743) من طريق
الْخَلِيل بْن مُرَّةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه .
وهذا أوهى من الأول ، محمد
بن الفضل ، هو ابن عطية ، كذبه ابن معين ، والجوزجاني ، وعمرو بن علي الفلاس وغيرهم
، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل
الاعتبار .
"تهذيب التهذيب" (9/401- 402)
والخليل بن مرة ضعفه ابن معين وغيره ، وقال البخاري : منكر الحديث .
"ميزان الاعتدال" (1/ 668) .
ورواه الإمام أحمد (20602)
عن رَجُل مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ، قَالَ: "
أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: ( يَا
قَبِيصَةُ مَا جَاءَ بِكَ؟ ) ، قُلْتُ : كَبِرَتْ سِنِّي ، وَرَقَّ عَظْمِي ،
فَأَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مَا يَنْفَعُنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، قَالَ: (
يَا قَبِيصَةُ ، مَا مَرَرْتَ بِحَجَرٍ، وَلَا شَجَرٍ ، وَلَا مَدَرٍ ، إِلَّا
اسْتَغْفَرَ لَكَ، يَا قَبِيصَةُ، إِذَا صَلَّيْتَ الْفَجْرَ ، فَقُلْ : سُبْحَانَ
اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، تُعَافَى مِنَ الْعَمَى، وَالْجُذَامِ ،
وَالْفَالِجِ ، يَا قَبِيصَةُ، قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِمَّا عِنْدَكَ ،
وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ ، وَأَنْزِلْ
عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ ) .
وإسناده ضعيف ؛ لجهالة راويه عن قبيصة رضي الله عنه .
وقال محققو المسند : " إسناده ضعيف " .
وبالجملة :
فالحديث ضعيف لا يصح ، وخاصة بالسياق الأول فإنه ضعيف جدا .
والله أعلم .