الحمد لله.
ذكر المؤرخون وبعض المفسرين أن اسمها " رحمة " بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب !
وهذا مما لم يثبت بنص صحيح صريح ، وإنما ينقل من كتب عن أهل الكتاب ، أو من المسلمين عنهم ، ونحن نذكر من قال بهذا القول ونقَلَه .
أولاً :
قال السيوطي :
وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : زوجة أيوب عليه السلام : رحمة رضي الله عنها بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام .
" الدر المنثور " ( 7 / 197 ) . وكذا هو في : " تفسير البيضاوي " ( 3 / 310 ) ، " تفسير القرطبي " ( 9 / 265 ) ، " تفسير البغوي " ( 2 / 451 ) .
ثانياً :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تُذكر للاستشهاد لا للاعتقاد ، فإنَّها على ثلاثة أقسام :
أحدها : ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق : فذاك صحيحٌ .
والثانـي : ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه .
والثالث: ما هـو مسكوتٌ عنه لا مِن هـذا القبيل ، ولا مِن هذا القبيل : فلا نؤمن به ، ولا نكذبه ، وتجوز حكايتُه لما تقدم .
وغالب ذلك مما لا فائدةَ فيه تعود إلى أمرٍ دينيٍّ ، ولهذا يختلف علماءُ أهلِ الكتابِ في مثل هذا كثيراً ، ويأتي عن المفسرين خلافٌ بسببِ ذلك ، كما يذكرون في مثل هذا : أسماءَ أصحابِ الكهف ، ولون كلبهم ، وعدتهم، وعصا موسى مِن أيِّ الشجرِ كانت… إلى غير ذلك مما أبهمه الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم.
" مجموع الفتاوى " ( 13 / 366 - 367 ) .
وقال الشنقيطي رحمه الله :
وما يذكره المفسرون مِن الأقوال في اسم كلبهم ، فيقول بعضهم : اسمه " قطمير " ، ويقول بعضهم : اسمه " حمدان " إلى غير ذلك ، لم نُطِل به الكلام لعدم فائدته ، ففي القرآن العظيم أشياءُ كثيرةٌ لم يبيِّنْها الله لنا ولا رسولُه ، ولم يَثبت في بيانها شيءٌ ، والبحثُ عنها لا طائلَ تحته ولا فائدةَ فيه .
" أضواء البيان " ( 4 / 48 ) .
والله أعلم.