الحمد لله.
أولا :
لا شك أن الوالد يجب أن يكون القدوة الحسنة لأولاده ، يربيهم على البر والتقوى ،
وينهاهم عن الإثم والعدوان ومعصية الله ومعصية الرسول ، فيدعوهم إلى كل خير قولا
وعملا ، وينهاهم عن كل شر قولا وعملا ، وهو في ذلك كله القدوة الحسنة والمثال
الصالح الطيب لأولاده ، فلا يدعوهم إلى خير إلا وهو يسبقهم إليه ، ولا ينهاهم عن شر
إلا وهو ينأى بنفسه عنه .
ثانيا :
لا بد من استنفاد كل الوسائل في منعه عن هذا الذي يفعله ، ولكن بالحكمة والأدب وحسن
الصحبة والصبر وتحمل الأذى ، فتارة بالقول الحسن والنصح الجميل ، وتارة بالترهيب من
سوء العاقبة في الدنيا والآخرة ، وتارة بتوجيه النظر إلى مصلحة أولاده وخاصة البنات
، وتارة بالاستعانة بمن يمكن الاستعانة به من المعارف والأقارب والأصحاب ، وكذلك
أهل الصلاح من أهل العلم والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ليبينوا له
قبح البخل ، وسوء حال صاحبه ، وحث الإسلام على النظافة والطهارة ، وجمال الحال ،
وظهور أثر نعمة الله على العبد .
مع استدامة التوجه إلى الله بالدعاء له بالصلاح والاستقامة والانتهاء عن حاله ، وما
هو عليه .
ثالثا :
ينبغي أن تضعوا في الاعتبار أنه والدكم ، فله بذلك الحق عليكم في البر وحسن الصحبة
، واحتمال الأذى وعدم التعرض له بسوء من سب أو غيبة أو تعنيف ونحو ذلك .
ولا شك أن هذه الصورة من صور البلاء الشديد ، والواجب على المسلم تجاه ما يبتليه
الله به أن يصبر عليه ، ويدعو الله أن يكشف الضر عنه .
فإذا تضررتم بمثل ذلك : فلا
حرج عليكم في أن يسعى من تأهل منكم للزواج ، والاستقلال بنفسه في مسكن مستقل ،
والاجتهاد في تخطي عقبة حال الوالد بذلك ، وتوسيط بعض الأهل والأقارب ليكونوا معكم
في ذلك الأمر ، ثم اجتهدوا بعد ذلك في بره وصلته ، بما تقدرون عليه .
ولا مانع أيضا من أن تتشاركوا في الاستقلال بمنزل لكم ، يبعدكم عن ذلك الأذى ،
ويغشاكم فيه الوالد ، متى أحب ، بعيدا عن الأشياء التي يدخلها إلى منزله .
وينظر للفائدة جواب السؤال
رقم : (111960) ، (122178)
.
والله تعالى أعلم .