الحمد لله.
هذا الكلام لا أصل له في دين الله ، وهو قول مختلق مصنوع ، بل باطل منكر ، وجرأة
على مقام الله جل جلاله ، ولا يجوز وصف الله عز وجل بحال أنه يخون الأمانة ، تعالى
الله عن ذلك .
ومن قام من الليل ولم يتوضأ ولم يصل فلا إثم عليه ، وإن كان المستحب له أن يتوضأ
ويصلي ، ولكن لا يقال لمن قام ولم يصل : إنه خان أمانة الله .
ومما يدل على بطلان هذا الحديث ما رواه البخاري في صحيحه (1154) عن عُبَادَة بْن
الصَّامِتِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ
تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ
شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،
الحَمْدُ لِلَّهِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ
أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي ، أَوْ دَعَا ، اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ
صَلاَتُهُ ) .
قال ابن بطال رحمه الله :
" فيه ما وعد الله عباده على التيقظ من نومهم ، لهِجَةً ألسنتُهم بشهادة التوحيد له
والربوبية ، والإذعان له بالملك، والاعتراف له بالحمد على جزيل نعمه التي لا تحصى ،
رطبةً أفواهُهم بالإقرار له بالقدرة التي لا تتناهى ، مطمئنةً قلوبهم بحمده وتسبيحه
، وتنزيهه عما لا يليق بالإلهية من صفات النقص ، والتسليم له بالعجز عن القدرة عن
نيل شيء إلا به تعالى ؛ فإنه وعد بإجابة دعاء من بهذا دعاه، وقبول صلاة من بعد ذلك
صلى ، وهو تعالى لا يخلف الميعاد ، وهو الكريم الوهاب " .
انتهى من "شرح صحيح البخارى" (3/ 147-148).
فيدل هذا الحديث على أن من
استيقظ من الليل ، ثم قال هذا الذكر ، ثم دعا ربه : استجاب الله له ، وإن لم يتوضأ
ولم يصل ؛ فكيف يقال بعد ذلك : إنه خان الأمانة؟!
راجع للفائدة إجابة السؤال رقم : (66273).
والله أعلم .