الحمد لله.
وما قمت به من الحفاظ على الأسرة والصبر على حال زوجك أمرٌ تشكرين عليه ، ونسأل الله أن يثيبك على ذلك .
ولا شك أن ما يقوم به زوجك أمر منكر ، سواء بعلاقته بتلك المرأة ، أو هجرك طوال هذه المدة ، فلو كانت هذه المرأة زوجته ، لما حل له أن يهجرك بهذه الطريقة ، فكيف إذا كان الهجر لعلاقة بامرأة أجنبية عنه !!.
ومع ذلك ، فإن الشرع لا
يلزمك بمفارقة مثل هذا الزوج ، ولكن يعطيك الحق بطلب الطلاق أو الخلع ، فالقرار
إليك في الاستمرار بهذه العلاقة مع الصبر على حال الزوج والإكثار من دعاء الله أن
يفرج همك ويكشف غمك ، أو إنهاء العلاقة ، وعسى أن يكون ذلك خيراً لك ، كما قال
تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ
اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا )النساء/130 .
ويتأكد هذا في حقك : إذا كنت صغيرة ، لا يقوم هو بواجبه الزوجي الذي يعفك ، وتخشين
على نفسك من ذلك ، فتوجه أن تسعي في فراقه ، لعلك أن ترزقي بمن هو خير منه ، يعفك ،
ويقوم بشأنك .
وعليك أن لا تيأسي من نصح زوجك ووعظه وتخويفه بالله ، للكف عن علاقته الآثمة بتلك المرأة ، فعسى الله أن يهديه ويرجع لطريق الرشاد .
وإن لم يترك ما هو عليه من فعلٍ للفاحشة ، فلا ننصحك بالاستمرار معه في العلاقة الزوجية ، بل بادري إلى إنهاء علاقتك الزوجية به ، إما عن الطريق الطلاق ، أو الخلع ، فأي فائدة في الحفاظ على بيت كهذا ، لا يقوم الزوج فيه بشيء من واجباته .
ولتعلمي أن استمرار الزوج بالزنا له آثاره السيئة على أهل بيته من زوجته وأولاده من الناحية السلوكية ومن الناحية الصحية ، فلا تخاطري بالبقاء معه إذا لم ينته ويترك معصيته .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (110141) ، وجواب السؤال رقم : (139869) .
نسأل الله أن يصلح لك زوجك ، وأن يجمع بينكما في خير .
والله أعلم .