الحمد لله.
ثانيا :
دعوى أنه في ليلة ما وفي ساعة ما سيلتف القمر حول الكعبة ، ويكون لون السماء ساعتئذ
بحريا ، وأن هذه الساعة ساعة إجابة ، وهي لا تتكرر إلا كل مائة ألف عام : دعوى
باطلة ، وقول في دين الله بغير علم .
والقول بوجود هذا التغيير الكوني المزعوم الذي لا يأتي إلا كل مائة ألف سنة ، حيث
لم يقم الدليل الشرعي أو العلمي الصحيح عليه قول باطل .
فأما الجانب العلمي فيها : التفاف القمر ، تلون السماء : فهذا لا بد للتصديق به من
برهان علمي صحيح ، حيث لم يأت به الخبر عن المعصوم ، وهيهات الخبر في مثل هذه
الأقاصيص ، وهيهات البرهان العلمي الصحيح !!
وأما جانب الغيب الديني : المتعلق بإجابة الدعاء ، وأنها ساعة مباركة ، فلا بد فيه
من خبر عن المعصوم ، ولا ينفع الظن ، ولا التخمين ، ولا تجريب المجربين ، ولا خرص
المتخرصين ؛ وهيهات من ذلك كله خبر المعصوم !!
وإنما يغني عن ذلك الباطل
كله : أن تعلم أن ساعة الإجابة ليست في كل سنة ، ولا كل ألف ، أو مائة ألف ؛ بل هي
في كل ليلة ، لمن وفى بحقها ؛ فما أعظم رحمة الله بعباده الراغبين :
روى البخاري (1145) ، ومسلم (758) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَنْزِلُ رَبُّنَا
تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى
ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ
يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) .
وروى أحمد (19447) عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَجْوَبُهُ دَعْوَةً )
وصححه الألباني في "الصحيحة" (1919) .
ومن كان عنده مثل ذلك : ما حاجته إلى القصص والأقاويل ، والتهاويل ؛ كل ما يحتاجه
أن يقوم من فراشه ، ليناجي رب العالمين ، وهو : قريب ، مجيب !!
ونظر إجابة السؤال رقم : (22438)
لمعرفة أماكن وأوقات إجابة الدعاء بنصوص الشرع .
والله أعلم .