الحمد لله.
وأما إذا دخل أهل الجنة
الجنة ، وأهل النار النار ؛ فالظاهر أنهم يدعون أيضا بأسمائهم وأسماء آبائهم ، ولا
دليل على هذا المذكور من أنهم يعطون اسما جديدًا ، بل ظاهر الأدلة ، أو صريحها :
بخلاف ذلك .
روى الترمذي (2141) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ : "
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ
كِتَابَانِ ، فَقَالَ: ( أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الكِتَابَان ِ؟ ) ، فَقُلْنَا :
لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا ، فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ
اليُمْنَى : ( هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ
الجَنَّةِ ، وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ ، وَقَبَائِلِهِمْ ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى
آخِرِهِمْ ، فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ ، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا ) ، ثُمَّ
قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ : ( هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ فِيهِ
أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ، ثُمَّ
أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا )
، وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وروى البخاري (3242) ، ومسلم (2395) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَال َ: " بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، إِذْ قَالَ : ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الجَنَّةِ ، فَإِذَا
امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا القَصْرُ ؟ ،
فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا
) فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ " .
والله تعالى أعلم .