الحمد لله.
وجاء في " فتاوى اللجنة
الدائمة - المجموعة الثانية " (6/365) :
" القيام ـ مع القدرة ـ في الصلاة : ركن من أركانها ، لا تصح الصلاة إلا به ، فإن
لم تستطعه : جاز لك الجلوس ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام لعمران بن حصين رضي الله
عنه : ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) رواه البخاري وغيره
، ورواه النسائي بإسناد صحيح ، وزاد فيه : ( فإن لم تستطع فمستلقيا ) لكن إذا
استطعت القيام أحيانا : وجب عليك فعله ؛ لقول الله سبحانه : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ
مَا اسْتَطَعْتُمْ ) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما
استطعتم ) أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه " انتهى .
والحاصل أنك إن عجزت عن
الصلاة قائمة ، أو كان يشق عليك القيام مشقة زائدة عن المعتاد : جاز لك أن تصلي
وأنت جالسة .
ثانياً :
كثرة الوساوس والسهو في الصلاة ، لا تبطل به الصلاة ، لكن أجرها ينقص بقدر انشغال
الذهن فيها ؛ لما روى أبو داود (675) من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ
لَهُ ، إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ تُسْعُهَا ثُمْنُهَا سُبْعُهَا سُدْسُهَا خُمْسُهَا
رُبْعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا ) ، وحسنه الألباني رحمه الله في " صحيح سنن أبي
داود " .
وقد سئلت اللجنة الدائمة
للإفتاء : عندما أصلي مع الجماعة في المسجد تطرأ علي هواجيس وأفكار وعندما يسلم
الإمام لا أدري ماذا فعلت في الصلاة ، فما هي الطريقة للتخلص من هذه الهواجيس
والأفكار ؟
فأجابت : " صلاتك صحيحة ،
لكن ثوابها ناقص بقدر ما أصبت فيها من الهواجس ، وعليك أن تدفع عن نفسك الهواجس
بقدر الاستطاعة ، حتى يتحقق لك الخشوع في الصلاة ، وذلك بشغل نفسك بتدبر ما تقرأ من
القرآن أو تسمع من الإمام ، وباستحضار عظمة الله وجلاله ، ومراقبته قدر الإمكان ،
فإنه يراك وإن كنت لا تراه ، وأكثر من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم " انتهى من "
فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى " (7/36) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
" الحكم في هذه الحالة أن الإنسان إذا غلب على صلاته الهواجس في أمور الدنيا ، أو
في أمور الدين ، كمن كان طالب علم ، وصار ينشغل إذا دخل في الصلاة بالتدبر في مسائل
العلم ، إذا غلب هذا على أكثر الصلاة ، فإن أكثر أهل العلم يرون أن الصلاة صحيحة ،
وأنها لا تبطل بهذه الوساوس ، لكنها ناقصة جداً ، فقد ينصرف الإنسان من صلاته ، ولم
يكتب له إلا نصفها ، أو ربعها ، أو عشرها أو أقل ، أما ذمته فتبرأ بذلك ، ولو كثر ،
لكن ينبغي للإنسان أن يكون حاضر القلب في صلاته ؛ لأن ذلك هو الخشوع ، والخشوع هو
لب الصلاة وروحها " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (14/88) .
فعلى المسلم ، أن يجاهد نفسه ، ويحرص على الخشوع والتركيز في صلاته ؛ حتى ينال الأجر وينتفع بصلاته ، ومن أفضل الأسباب التي تعينه على الخشوع في صلاته : أن يستحضر أنه واقف بين يدي الله ، وأنه يناجي ربه عز وجل ، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ، ويرزقنا الخشوع والخضوع له سبحانه وتعالى .
وينظر للفائدة : جواب السؤال
رقم : (211) ، ورقم : (33624)
، ورقم : (136493) .
والله أعلم .