الحمد لله.
الذي رفع الهمة ، وأسبغ النعمة ، وهدى إلى طريق الحق بأوضح حجة .والصلاة والسلام على نبي الأمة ، ومُبَيِنِ الحُجَّة ، ومرشد الخلق إلى طريق الجنة .
وبعد ...
أيها الأخ الكريم .. هنيئاً لك ثم هنيئاً لك ثم هنيئاً لك .
أي نعمة أنعم الله بها عليك ؟... وأي فضل آتاك إياه ؟... فقد وفقك إلى حفظ القرآن فلله الحمد أولاً وأخراً ... ثم حبب إليك العلم ، وهذه من أعظم النعم " ومن يرد الله به خيراً يفقه في الدين " ، ومن " أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر " لأن الله قال : ( يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) المجادلة .
ثم وهبك مزيد إنعام ، فأعطاك همة عالية ونفساً وثابة ، فنسأل الله لك الحسنى وزيادة .
إن علو الهمة من معالي الأمور , وشرف النفوس . فعليك بشكر الله والقيام بما أعطاك حق القيام .
وأما بالنسبة للكتب التي تدرسها فقد تقدمت الإشارة إليها في السؤال رقم (20191) . فارجع إليه للأهمية .
وبعد أن تحفظ المختصرات وتتقنها مع شرحها وتضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر بك من الفوائد النفيسة ، والمسائل الدقيقة ، والفروع الغريبة ، وحل المشكلات ، والفروق بين أحكام المتشابهات ، من جميع أنواع العلوم ، ولا تستقل بفائدة تسمعها ، أو قاعدة تضبطها ، بل بادر إلى تعليقها وحفظها .
ولتكن همتك في طلب العلم عالية ؛ فلا تكتفِ بقليل العلم مع إمكان كثيره ، ولا تقنع من إرث الأنبياء صلوات الله عليهم بيسيره ، ولا تؤخر تحصيل فائدة تمكنت منها ولا يشغلك الأمل والتسويف عنها ؛ فإن للتأخير آفات ، ولأنك إذا حصلتها في الزمن الحاضر ؛ حصل في الزمن الثاني غيرها .
واغتنم وقت فراغك ونشاطك ، وزمن عافيتك ، وشرخ شبابك ، ونباهة خاطرك ، وقلة شواغلك ، قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة .
وينبغي لك أن تعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنك ؛ لأنها آلة التحصيل ، ولا تجعل تحصيلها وكثرتها (بدون فائدة) حظك من العلم ، وجمعها نصيبك من الفهم ، بل عليك أن تستفيد منها بقدر استطاعتك . نسأل الله لك التوفيق .
والله أعلم .