الحمد لله.
ولا شك أن فاعل الرشوة فاسق ؛ لمخالفته أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامه بأمر يعرضه للعن الله سبحانه له ، والفاسق لا يستحق التزويج من المؤمنة ؛ لأنه ليس كفؤا لها ، ولأنه ليس مرضيا في دينه ولا خلقه ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بتزويج صاحب الدين والخلق ، فقد أخرج الترمذي (1084) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن الترمذي" .
وجاء في " الشرح الكبير وحاشية الدسوقي " (2 / 249) : " وَحَاصِلُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مَنْعُ تَزْوِيجِهَا مِنْ الْفَاسِقِ ابْتِدَاءً ، وَإِنْ كَانَ يُؤْمَنُ عَلَيْهَا مِنْهُ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَلَا لِلْوَلِيِّ الرِّضَا بِهِ ، وَهُوَ ظَاهِرٌ ؛ لِأَنَّ مُخَالَطَةَ الْفَاسِقِ مَمْنُوعَةٌ ، وَهَجْرُهُ وَاجِبٌ شَرْعًا ، فَكَيْفَ بِخُلْطَةِ النِّكَاحِ ؟ .... " انتهى .
وبذلك تعلمين : أن ما أقدمت عليه من رفض الارتباط بهذا الشاب الذي يعترف بتقاضي الرشوة ، ويرفض مناقشة الأمر قبل الزواج : أمر حسن ، وقرار صحيح موفق منك ، فلقد كان الواجب عليه أن يسارع إلى التوبة من فسقه ومعصيته ، مرضاة لرب العالمين ؛ ثم لست أنت مسؤولة عن شيء من عمله ، ويكفيك منه أن بذلت له النصح ، وطلبت من أن يبدأ في تصحيح مساره ، نسأل الله سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك ، وأن يبدلك رجلا خيرا وأطوع لله منه .
والله أعلم .