الحمد لله.
ومعلوم أن الناس متى ماتوا ، وصاروا إلى قبورهم ، فإن أبدانهم تتحلل ، وتصير وتبلى ، وتكون ترابا بعد ذلك ، ولهذا قص الله في كتابه عن المشركين إنكار البعث ، بعد أن صار الناس ترابا : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ) النمل/67 .
فقول القائل للمتوفى " الله يرحم ترابك " : إن كان قصد به بدنه الذي تحلل إلى التراب ، فهو دعاء له بالرحمة ، وهو جائز ، لا حرج فيه .
وإن كان يقصد التراب الذي
واراه ودُفن فيه : فلا يصح ؛ لأن هذا التراب لا يدعى له بالمغفرة ولا بغيرها .
والأولى ترك ذلك القول مطلقا ، لما فيه من الاشتباه والإيهام ، والدعاء بالثابت
الواضح الذي لا اشتباه فيه ولا إشكال .
والله تعالى أعلم .