أعيش في تركيا ، ويوما من الأيام في صلاة الفجر ذهبت للجامع ، لكن إمام الجامع رآني لا ألبس جوارب ( دلاغ ) ، وكان يقول لي : ما يصير تدخل الجامع ، لازم تلبس جوارب . وصراحة عصبني ، بس مسكت أعصابي ، وطلعت من الجامع . لكن إذا خرجت ما الحكم إذا راحت علي صلاة الفجر بسبب إمام المسجد ؟
الحمد لله.
أمر الله تعالى المصلي أن يتجمل ويتزين للصلاة، فقال : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) الأعراف/31 .
والتزين للصلاة أمرٌ زائد على ستر العورة، وتختلف هذه الزينة من بلاد إلى أخرى بحسب عرفهم، وقد سبق توضيح ذلك في جواب السؤال ( 68815 ) .
الأصل أن لبس الجورب للرجل في الصلاة ليس من الواجبات ولا من المستحبات في نفسه، بل الأصل فيه أنه من المباحات، فلا تتوقف صحة الصلاة عليه.
ولكن إذا كنت في قوم يعدّون لبس الجوارب في الصلاة عند حضور المسجد من كمال الزينة، فينبغي مراعاة ذلك، وموافقتهم فيه؛ لأن الموافقة هنا لا يترتب عليها فعل محرم ولا مكروه، بل هي في أصلها أمر مباح، غُلّب جانب الفعل على الترك لأمر خارجي، وهو إتمام الزينة العرفية، وذب الغيبة عن النفس، ومنع لفت نظر الآخرين للانفراد بأمر يعدونه مستنكرا .
كان ينبغي عليك بدلا من أن تتعصب أن تناقش الإمام وتحاوره بهدوء، أما أن تخرج من المسجد ، وتخسر أجر الجماعة ، وتحرم نفسك من فضيلة المكث في المسجد وانتظار الصلاة فهذا لا ينبغي .
وأخيرا ، فإننا ننصح أنفسنا وجميع المسلمين أن نتعامل بالحسنى والرفق واللين والمحبة ، وأن تكون حواراتنا هادئة بناءة بعيدة عن التعصب وعن كل ما يثير النفوس ويؤذي القلوب ، فديننا دين الأخلاق العالية والقيم الجليلة .
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد .