هل يصح لمن يعتقد أن الاعتكاف خاص بالمساجد الثلاثة ، وهو يريد تحري ليلة القدر ، وله طلبات يظن أن المكوث ليلا في المسجد في العشر الأخيرة فرصة لبلوغ مراده من العلي القادر الصمد جل وعلا ، مع العلم أنه لكع صعلوك ظالم بطال ، يرجو إن وافق شرف المكان وشرف الزمان بدعوة صادقة أن تغير حياته كليا ؟
الحمد لله.
أولاً :
من حاله أنه ظالم بطال ينبغي عليه أن يسعى أول ما يسعى إليه أن يتوب إلى الله توبة صادقة ، ويغير حاله من الظلم والمعصية إلى العدل والطاعة .
ثانيا :
سبق في الفتوى رقم : (81134) ، (49006) بيان صحة الاعتكاف في جميع المساجد ، وعدم انحصاره في المساجد الثلاثة .
ثالثا :
أما جواب ما سألت عنه ، فإن من قَلَّد من يقول بعدم صحة الاعتكاف إلا في المساجد الثلاثة لا حرج عليه أن يبقى في المسجد في ليالي العشر الأواخر ، فهذا وإن لم يكن اعتكافا – حسب اعتقاده- فجلوسه في المسجد من أجل الصلاة والذكر وقراءة القرآن وانتظار الصلاة هو فضيلة في نفسه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( فَإِذَا صَلَّى [يعني في المسجد] لَم تَزَلِ المَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ : الَّلهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ ، الَّلهُمَّ ارحَمهُ ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُم فِي صَلَاةٍ مَا انتَظَرَ الصَّلَاةَ ) رواه البخاري (648) وهذا لفظه ، ومسلم (649) .
وروى البيهقي في " شعب الإيمان " (2943) عن عمرو بن ميمون الأودي قال : " أخبرنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أن المساجد بيوت الله في الأرض ، وأنه لحق على الله أن يكرم من زاره فيها ) وصححه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (1169) .
ويستفيد مع ذلك أيضا : التفرغ لعبادة الله تعالى وترك ما يشغله من أمور الدنيا .
والله أعلم .