الحمد لله.
2. ما تحتويه لعبة "
المصارعة الحرة " من الضرر والأذى بالمتصارعين ، فكل واحد منهما يحاول أن يتغلب على
الآخر ، ولو بإلحاق الضرر بصاحبه ، وقد سبق في الموقع تحريم الملاكمة ؛ لما فيها من
ضرر على البدن ، وذلك في جواب السؤال رقم : (10427)
، وأما ما يحدث من الضرر والأذى والعدوان في المصارعة : فهو أضعاف ما يحصل في
الملاكمة .
3. الاختلاط المنكر الحاصل بين الجنسين عادةً في مدرجات تلك اللعبة ، مما قد يكون
ذلك سبباً في وقوع نظر الشخص المشاهد لتلك اللعبة عبر شاشة التلفاز على ذلك الأمر
المحرم .
وقد يعرض أحياناً في تلك المباريات مشاهد من مصارعة النساء مع بعضهن ، وفي ذلك فتنة
على الرجل والمرأة ، وإن كان هو في حق الرجل أشد فتنة ، كما يعرض - وهو الغالب –
بين الرجال أنفسهم ، وفي ذلك فتنة على النساء ممن يشاهدن تلك المباريات .
4. متابعة المصارعة الحرة ، لا شك أن فيها مضيعة للوقت والزمان الذي هو رأس مال
الشخص في هذه الحياة ، كما أن المتابع والمشاهد لتلك المباريات ، قد يحصل له بتلك
المتابعة تفويت للصلاة ، خاصة صلاة الفجر ، وذلك بسهره إلى ساعات متأخرة من الليل
في مشاهدة تلك البرامج .
وقد سئل الشيخ محمد بن محمد
المختار الشنقيطي حفظه الله :
كثيرٌ من النساء يشاهدن عبر شاشة التلفاز المصارعة الحرة ، وهذه المصارعة هي عبارة
عن رجال يغطون فقط العورة المغلَّظة ، وأيضًا ينظرون إلى لاعبي الكرة وأفخاذهم
مكشوفة ، فما حكم ذلك للنساء وأيضًا للرجال ؟
فأجاب : " النظر إلى هذه
المواضع من النساء ، الغالب فيهن أنهن يفتن بذلك بلا شك ، والحكم للغالب ، والنادر
لا حكم له ؛ ولهذا يتأتى المنع من وجهين :
الأول : ما فيه من مفسدة النظر إلى مكان يوجب الوقوع في المحظور ، والله تعالى أمر
النساء بغض أبصارهنّ ، فلا يشرع للمرأة النظر إلى الرجل إلا عند الحاجة الموجبة
لذلك ؛ لأن الغالب وقوعها في الفتنة ..... .
الثاني : لما فيه من إضاعة
الوقت ، وبنقل الثقات أن الغالب في هذه الأمور ، أنها تقع في ساعات متأخرة من الليل
، تضيع معها صلاة الفجر على الناس .
ولهذا لا ينبغي على الإنسان
أن يتعاطى هذه الأسباب الموجبة لفتنته في دينه ، فمن ثَم فالأولى منعها من ذلك "
انتهى .
وبناءً على ما سبق ، من أن المصارعة الحرة في الوقت الحالي لا تخلو من أمور محرمة في الغالب ، فإنه يحرم مشاهدتها ، سواء من الرجال أو من النساء .
لكن لو قدر أن بعض الناس
تصارعوا على صورة معتادة ، من غير ما يكون من المصارعة المعروفة التي تنقل "مصارعة
المحترفين" : فهذه لا بأس بها ، وفيها ترويح عن النفوس ، وتقوية للأبدان .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " أما المصارعة الحرة التي ليس فيها خطر ولا أذى ،
ولا كشف للعورات ، فلا حرج فيها ; لحديث مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم ليزيد بن
ركانة " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (4/411) .
والله أعلم .