الحمد لله.
لا يمكن الجزم بأن مصلحتك في البقاء معها أو مفارقتها ، ولكن يمكن القول بأنه :
إن تابت توبة صادقة ، وندمت أشد الندم على ما بدر منها ، وقطعت علاقتها نهائيا بهذا الشاب ، وتغير حالها للأحسن ، وكانت معصيتها تلك لن تؤثر عليكَ سلباً من حيث الشك فيها والبغض لها: فالنصيحة هنا أن تمسكها ، حفاظاً على توبتها ، وعلى أولادك من الضياع والشتات .
وخاصة مع ما ذكرت من أنه حصل منك تقصير نحوها ، فلا شك أن تقصير الزوج في حق زوجته له دور كبير في نفورها ، ووقوعها في المعصية ، وهو وإن كان غير مسوِّغ لها ، لكن يجب عليك الانتباه لنفسك ، ويجب أن تؤدي الحق الذي أوجبه الله عليك تجاه زوجتك وأولادك .
ومن حقها عليك أن تعينها على التوبة الصادقة ، وأن تدلها على الخير ، وتحذرها من الشر ، ومن توبتها هي : أن تبتعد عن محادثة الرجال.
أما إذا لم ترَ منها توبة صادقة ، وندماً أكيداً على ما فعلت ، أو لم تر نفسك قابلة لفتح صفحة جديدة معها : فطلاقها خير لك من تعذيب نفسك بالبقاء معها ، وخير لها من سوء معاملتك ، ودوام نظراتك المريبة لها .
وتذكر أنك إذا اخترت الخيار الأول وهو إبقاؤها والستر عليها : أنك تؤجر أجراً كريماً ، إن شاء الله ، فأنت تكون أعنتها على التوبة والصلاح ، وفرَّجتَ عنها كربة عظيمة ، ويسَّرت عليها أمرا عسيراً، وأنت موعود بوعد عظيم على فعلك هذا من رب العالَمين . فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَاللَّهُ في عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ ) . رواه مسلم ( 2699 ) .
وليس من الدياثة إبقاؤها وإمساكها بعد توبتها ، وإنما الدياثة إمساكها في حال عدم توبتها وإصرارها على ما تفعل من العلاقات المحرمة ، وهو ما نرجو أن تكون قد تابت منه توبة نصوحا .
والله أعلم .