الحمد لله.
إن علاج ما ذكرت – مهما كان سببه – هو بالقرآن ، والرقية الشرعية ، والصلاة ، والدعاء ، فأكثر من ذلك ما استطعت .
ويمكنك أن ترقي نفسك بنفسك ، بسورة الفاتحة والمعوذات ، والأدعية النبوية ، ولا حرج عليك إذا طلبت المساعدة من أحد الصالحين ليقوم برقيتك ، كما لا مانع أيضا أن تستشير بعض الأطباء النفسيين الثقات ، فكل ذلك من أسباب الشفاء ولا تعارض بينها .
ثانيا :
أما الوساوس التي تنتابك فلست الوحيد الذي تشكو من ذلك ، ولكنها لا تضرك ، بإذن
الله ، ما دمت كارها لها .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: " جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي
أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . قَالَ: ( وَقَدْ
وَجَدْتُمُوهُ ؟ ) ، قَالُوا: نَعَمْ ، قَالَ: ( ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ ) "
رواه مسلم ( 132 ) . يعني : كراهة هذه الوساوس يدل على إيمان صاحبها ، لأنه لولا
إيمانه لكان راضيا مستبشرا بها .
وعلاج هذه الوساوس يكون
بكثرة ذكر الله تعالى ، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم ، ثم بعد ذلك بالإعراض
عنها وعدم التفكير فيها .
عن أَبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا ؟
حَتَّى يَقُولَ لَهُ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ
بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ ) رواه البخاري (3276) ، ورواه مسلم (134) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى :
" قوله : ( مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ
وَلْيَنْتَهِ ) أي عن الاسترسال معه في ذلك ، بل يلجأ إلى الله في دفعه ، ويعلم أنه
يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة ، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها
... وقال الطيبي إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل
والاحتجاج ... لأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة ، ومَنْ هذا
حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله تعالى والاعتصام به " .
انتهى من " فتح الباري " ( 6 / 340 – 341 ) .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (62839)
.
والله أعلم .