الصلاة خلف إمام ينطق الصاد في الفاتحة كأنها الشين ؟
ما حكم الصلاة خلف إمام ينطق الصاد في الفاتحة وكأنها شين ؟
الجواب
الحمد لله.
من كان بلسانه لثغة يسيرة ، بحيث ينطق بأصل الحرف ، ولكنه يخل بكماله ، فهذه اللثغة
لا تضر ، وله أن يصلي إماما .
ومن أبدل حرفا في الفاتحة بحرف ، مع صحة لسانه ، وتمكنه من تعلم النطق الصحيح : فلا
تصح صلاته ، ولا صلاة من يأتم به .
ومن أبدل حرفا بحرف ، للثغة أو لكنة أو عجمة في لسانه ، ولا يستطيع تصحيح نطقه ،
فصلاته في نفسه صحيحه ، باتفاق العلماء .
واختلف العلماء في إمامته ، فقيل : تصح ، وقيل : لا تصح .
ولعل القول بصحة إمامته أرجح القولين .
هذا من حيث الصحة والإجزاء ، بحيث إنه - مثلا - لو سألنا سائل قد صلى خلف من هذه
حاله فإننا نصحح اقتداءه به وصلاته خلفه ، ولكن حينما نختار إماما للناس فإننا
نختاره صحيح اللسان لا عيب فيه ، خروجا من هذا الخلاف ، ولأن ذلك أتم للصلاة .
انظر جواب السؤال رقم : (50536) .
فعلى ما تقدم :
هذا الإمام الذي ينطق الصاد في الفاتحة وكأنها شين ، ينظر :
- إن كان يجيء بأصل الصاد في نطقه ، ولكنه يشوش على الحرف بما يشبه في أذن السامع
الشين : فصلاته وصلاة من خلفه صحيحة .
- وإن كان يبدل الصاد شينا صرفا ، نظرنا :
- فإن كان ذلك مع صحة لسانه ، فلا تصح صلاته ، ولا صلاة من يأتم به .
- وإن كان ذلك للكنة أو عجمة في لسانه ، فصلاته في نفسه صحيحة ، وصلاة من خلفه أيضا
صحيحة ، على الأظهر ؛ وإن كان مثل هذا لا ينبغي أن يكون إماما للناس ، كما تقدم ،
عند القدرة على غيره ، ممن يحسن القراءة ويقيمها .
والله تعالى أعلم .