الحمد لله.
ولكن ابن حجر – عفا الله عنه
- عليه مؤاخذات كبيرة نتجت عن انتحاله مذهب غلاة الصوفية الذي تشوبه مخالفات للكتاب
والسنة وما عليه سلف الأمة الكرام , ومن هذه المخالفات والمؤاخذات :
أولا : قوله بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم , حيث قال في حاشية الإيضاح
(499) والجوهر المنظم (61) : " التوسل به صلى الله عليه وسلم حسن في كل حال قبل
خلقه وبعد خلقه , في الدنيا والآخرة " انتهى , وهذا التوسل غير جائز بكل أنواعه كما
سبق بيانه في الفتوى رقم : (160193) .
ثانيا : انتحاله عقيدة الأشعرية في تأويل صفات الله جل وعلا , ووصفه هذا المذهب بأنه (الأحكم والأعلم) ، فقد قال في " الفتاوى الحديثية " (1 / 208): "..... وَجب تَأْوِيله على مَا هُوَ الْمَعْرُوف من مَذْهَب الْخلف الَّذِي هُوَ أحكم وَأعلم ، خلافًا لفرقة ضلوا عَن الْحق وارتكبوا عظائم من الْجِهَة والتجسيم اللَّذين هم كفر عِنْد كثير من الْعلمَاء أعاذنا الله من ذَلِك بمنه وَكَرمه " انتهى , وقد سبق بيان فساد مذهب التأويل في الفتوى رقم : (179588) .
ثالثا : وقد نتج عن هذه
الأصول الاعتقادية المخالفة لطريقة أهل السنة ، وتشدده فيها : تشنيعه على علماء أهل
السنة المخالفين له في آرائه خصوصا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم , بل
بهتانه عليهما ، لا سيما على شيخ الإسلام ابن تيمية في عدد من القضايا المتعلقة
بأصول الاعتقاد .
فقد سب شيخ الإسلام ابن تيمية سبًّا شديدا وقال فيه قولا لا يصح أن يصدر من عالم
مثله , كما في " الفتاوى الحديثية " (1 /83) .
ومخالفاته – عفا الله عنه – كثيرة لا يتسع المقام لبسطها , ولكننا نحيل السائل على
الكتاب النافع : " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين " ، للسيد نعمان خير الدين
الألوسي ، وهو خاص بمناقشة عدد من القضايا التي شنع بها الهيتمي على شيخ الإسلام
ابن تيمية .
ونحيله أيضا على بحث تقدم به صاحبه لنيل درجة الماجستير بعنوان ( آراء ابن حجر
الهيتمي الاعتقادية ..عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف) تأليف محمد بن عبد العزيز
الشايع ، وهو متوافر على الشبكة العنكبوتية على هذا الرابط :
http://www.al-eman.com/aleman/library/messages/01069.pdf
والله أعلم .