الحمد لله.
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اتَّقُوا
اللَّعَّانَيْنِ ) ، قَالُوا : وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، قَالَ:
( الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ ) رواه مسلم ( 269
).
قال النووي رحمه الله تعالى :
" فمعناها واللّه أعلم اتّقوا فعل اللّعّانين أي صاحبي اللّعن وهما اللّذان يلعنهما
النّاس في العادة واللّه أعلم ... وما نهى عنه في الظّل والطّريق لما فيه من إيذاء
المسلمين بتنجيس من يمرّ به ونتنه واستقذاره والله أعلم " انتهى من " شرح صحيح مسلم
" ( 3 / 162 ) .
ورمي الأوساخ المؤذية في طريق الناس شبيه بالبول في الطريق لأن كل واحد منهما يفسد
على الناس طريقهم ويؤذيهم .
3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ،
فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى
عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ ) رواه البخاري ( 9 ) ،
ومسلم ( 35 ) واللفظ له .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ
شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَذَهُ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ) رواه
البخاري ( 2472 ) ، ومسلم ( 1914 ) ، وفي لفظ له ( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ
عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ ، فَقَالَ: وَاللهِ ! لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ
الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) .
فإذا كان نزع ما يؤذي الناس من طريقهم من عمل أهل الإيمان والإصلاح ؛ فلا شك إذا أن
رمي ما يؤذي الناس في طريقهم من الإفساد المنهي عنه .
الحالة الثانية : إذا كان
هذا الوسخ يسيرا ولا يؤذي الناس ولا يضرهم ، بل يعتاد مثله في الشوارع والطرقات .
فمثل هذا لا يحرم إلقاؤه في الشوارع ، إن شاء الله ، لأنه يسير معتاد ، ومثل هذا
يتسامح فيه عادة ، لكن لا شك أنه خلاف الأفضل ، لأن تتابع الناس على رمي اليسير من
الوسخ سيصير مع مرور الأيام وسخا كثيرا خاصة ، إذا لم يكن هناك منظف للشارع ، كما
أن استمرار الإنسان على رمي الأوساخ في غير أماكنها المخصصة لها ، يجعل ذلك عادة له
، حتى ربما انتقل إلى رمي الأذى الكثير في طريق الناس .
والله أعلم .