الحمد لله.
ومنها:
خوفه أن يفرض هذا العمل على الأمة , كتركه صلى الله عليه وسلم لصلاة التراويح في رمضان خوفاً من أن تفرض على الأمة .
ومن هنا نعلم أنه صلى الله عليه وسلم لم يواظب على صيام داود عليه السلام ، مع إرشاده إليه ، وإخباره بأنه أفضل الصيام ، كما جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أفضل الصيام صيام داود : كان يصوم يوماً ويفطر يوماً) ؛ وذلك لئلا يشق على أمته , لأن أهل الإيمان يتسارعون في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم , وصيام يوم بعد يوم يشق عليهم .
وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (175867).
ومنها :
أنه صلى الله عليه وسلم كان يترك بعض الأعمال أحيانا لانشغاله بما هو أهم وأفضل منها ، فمن ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في العمرة في رمضان ، وأخبر أنها تعدل حجة في الثواب ، ومع ذلك لم يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ، لأنه كان يشتغل في رمضان بعبادات هي أهم من العمرة ، كما ذكره ابن القيم في " زاد المعاد " في الموضع الذي سبقت الإشارة إليه .
وعلى هذا ؛ فمن أراد أفضل الصيام فعليه بصيام يوم وإفطار يوم كفعل داود عليه السلام , ويعتبر بهذا ممتثلا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه أخبر أنه أفضل الصيام ولكنه لم يفعله للأسباب التي ذكرناها آنفا.
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (47819) ، ورقم : (32469) .
والله أعلم .